المصدر:
السومرية
بعد اكثر من شهر على اجواء التظاهر السلمي، عاشت النجف الاشرف ليلة لم تكن بالحسبان. إذ تسارعت فيها الاحداث، خلال ساعات قليلة، بعد توجه مجموعة ممن يدعون انتماءهم للمتظاهرين نحو القنصلية الايرانية في المحافظة، واقدموا على حرقها، الأمر الذي أدى إلى تصعيد وصف بالخطير في المحافظة التي تعد الأكثر اماناً خلال الفترة الاخيرة.
وبحسب المصادر المحلية وشهود عيان، فإن القوة المكلفة بتأمين القنصلية انسحبت من المبنى، قبيل احراقه، منعا للتصادم مع المحتجين، كما حصل في احداث حرق القنصلية الايرانية في كربلاء المقدسة. وما ان ارتفعت النيران في المبنى، هرعت فرق الدفاع المدني الى موقع الحادث لكن المتظاهرين حولها، منعوا الدفاع المدني من اخماد الحريق الذي استمر لساعات من دون اخماده.
قيادة الشرطة في النجف سارعت بإعلان حظر للتجوال حتى اشعار اخر، فيما اصدرالمحافظ توجيها بتعطيل الدوام الرسمي كون اغلب الطرق تقطعت بسبب احداث التظاهرات مستثنيا الدوائر الامنية والصحية والخدمية. هذه القرارات لم تتمكن من اعادة الهدوء الى مناطق النجف، بل اخذت الاحداث تستمر بالتصعيد حتى ساعات متأخرة من ليل امس بعد توجه اعداد اخرى نحو مرقد محمد باقر الحكيم في النجف ومحاولة احراقه، ما ادى الى تصادمهم مع القوات المتواجدة في المنطقة التي حاولت تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع، ونتجت عنها اصابة عدد من المتواجدين الذين توجهوا نحو مقر العصائب القريب من المرقد لحمايتهم .