قصة هذا المثل معروفة ويحضر عند متابعة الذين يكتبون عن الواقع العراقي وكيف أنهم يتخبطون ما بين " حانه ومانه" ,
ولا يأتون بما هو نافع ورشيد ينظرون ويتفلسفون ويحللون ويتمنطقون والنتيجة "صفر على الشمال"!!
ماذا يجري؟
لماذا الكتاب منقسمون؟
بعضهم إيراني الهوى والطباع والمزاج والإنتماء!!
وبعضهم عدواني التطلعات على العراق والعراقيين!!
والبعض الآخر نصب نفسه حكيما ومفكرا ومنظرا وراح يُطلق تصوراته ومشاريعه الخلاقة المنبثقة من صناديق عزلته
وبعده عن ويلات البلاد ومقاساة العباد!!
وتنهال المقالات والتصريحات والخطب والأجندات والمشاريع والبدائل وكأن الوطن في خبر كان
والمواطنين من الضمائر المبنية للمجهول!!
الشباب الواعد الصاعد المنور الحكيم الذي يحاول تحرير وطنه من أنياب الوحوش ومخالب المفترسين ,
والذين يتراقصون على الهامش يجتهدون بما لا يتوافق والحالة , التي تواجهها قوات غاشمة بما هو محرم دوليا ,
ويؤكد إرتكاب جرائم ضد الإنسانية والدين والمذهب والله والكتاب والرسول ,
وكل القيم والمعايير الأخلاقية المتعارف عليها في عالم الحيوان وليس الإنسان.
فالكثير من المدعين بالأخلاق والدين يفتكون بشراسة بأهل الدين , كما تحلو لهم أهواءهم وما جاءهم من فتاوى المتاجرين بالدين ,
والذين يحسبون أنفسهم نواب رب العالمين , ولهم الحق بالفعل المشين وتزينه على أنه من جوهر الفضيلة والحق المبين.
يا ليت القِوى التي تدّعي أنها تمثل الدين تحكم البلاد بما يعبّر عن جوهر الدين , وتشيع الرحمة والعدل والخلق الإنساني القويم ,
لكنها جميعا وبلا إستثناء تنتهك بإسم الدين أبسط حقوق الإنسان , وتغتال معنى الرحمة والأخوة والدين.
ووفقا لرؤاها جميعا أصبح الدين وحشية وإفتراسية مروعة , ومناهج لسفك الدماء وزهق الأرواح ,
فالجميع مدجج بفتاوى المحق الفظيع المقدس الذي يقرّب إلى الرب زلفى ويترجم درجة إيمان الحافين بأباليس الشرور وإنتهاك حرمات الدين.
إنها مصيبة دين بأهله , فلا تعتبوا على رأي الآخرين بالدين!!