.
قصص زواج الأقارب
كانت البداية مع هذين الجارين اللذان جمعتهما الألفة والحب العفيف فهو محمد وهى ليلى ابنت الحاج صالح، والتي كانت تتمتع بجمال الخلق والخلقة وقد توج هذا الحب بالزواج إذ كبر محمد وبلغ مبلغ الزواج فخطب اهله له ليلى وتم الزواج، واستمرت بهم الحياة ولكن طالت المدة ولم يحدث حمل فبدأ القلق وهنا توجه الزوجين إلى الأطباء حيث اكدوا بأن الزوجين سليمين ولا مانع لديهما للإنجاب وإنما هى مشيئة الله عز وجل.
فصبر الزوجين وكانت رحمة الله واسعة إذ حملت الزوجة وأنجبت فتاة وتبعتها بفتاتين وكانت تتمتع الفتيات بالجمال وحلاوة الخلقة، ولكن كانت الامنية في الذكر ورغم أن الزوجة قد كبر بها العمر وأصبح الحمل عليها يمثل نوعًا من الخطورة والبنات بدأن يكبرن فقد التحقن بالمدارس إلا أن الأم حملت من جديد وقد مرت شهور الحمل مع الحذر نظرًا لخطورة الحمل إلى جانب الأمل في الحصول على الذكر، وقد كانت رحمة الله مرة أخرى فأنجبت الزوجة توأم ذكرين هما أحمد وسعد.
استمرت الحياة بالأسرة تمر سلسة ميسرة حتى كبر الابناء وتزوجت الفتيات الثلاث، والتحق كل من محمد وسعد بالجامعة وقد كانا الشابين من ناحية الشكل على درجة كبيرة من الشبه ولكن من ناحية الطباع فهما على طرفي نقيض، ولكن اجتمعا على أن اغرم الشابين ببنات عمهم علي، حيث اغرم أحمد بمها وسعد بشوق وهنا قرر الأهل الاسراع بالخطبة ثم الزواج ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
إذ قام الشباب والفتيات بفحوصات ما قبل الزواج وبعد ظهور النتائج التي كانت نوعًا ما صادمة والتي أظهرت امكانية انتقال بعض الانواع من الامراض الوراثية للأطفال وكم كانت تلك النتيجة شديدة القسوة على قلوب الأحبة فوجب عليهم اتخاذ القرار الآن وتحمل العواقب، فكان قرار سعد هو الاستمرار في زواجه من شوق رغم هذا الاحتمال القاسي، أما أحمد فكان له رأي آخر إذ قرر إلغاء الزواج حتى أنه قرر أن يقطع خط الرجعة نهائي سواء على نفسه أو أهله إذ كان احمد شديد التعلق بمها لذا قرر أن يتمم زواجه في نفس الموعد ولكن على إحدى بنات خاله التي لا وجه للمقارنة بينها وبين مها من كافة النواحي.
وكم كان هذا الامر قاسي على أحمد الذي لم يظهر حزنه وظل محتفظا به داخل قلبه، أما مها التي نالت قسطًا كبيرًا من الألم أولها الفراق ثم ضياع الحلم الذي حلمت به سنوات عمرها ورؤية حب عمرها يزف إلى أخرى ويعيش حياته معها، ولكن بعد بضع سنوات يأتي نصيبها وتتزوج من رجل تفانى بأقصى ما يملك في اسعادها وإراحتها وأنجبت منه بنتين وفتى ونسيت كل ما مر بها من حب أحمد والألم الذي سببه لها بقراره.
سعيد استكمل زواجه من شوق ولكن كانت شوق مازالت لم تكمل دراستها فقرروا تأخير الإنجاب حتى تستكمل دراستها كما كانت محاولة لتأخير الصدمة من احتمالية انجاب اطفال بأمراض وراثية، ولكن آن الأوان ووجب الحصول على أطفال وبالفعل حملت شوق وأنجبت ذكر وكان والحمد لله سليم، وكان لإنجاب هذا الطفل السليم ردود أفعال مختلفة إذ سعد الجميع به ولكنه تسبب في اثارة الالم لدى مها التي تذكرة تخلي أحمد عنها بسبب تقرير نتائجه غير مؤكدة كما اثار ندم أحمد أنه لم يحذوا حذو أخيه ويحصل على حب عمره ويسعد معها، ونجاح سعد ومها في انجاب طفل سليم شجعهم بعض الشئ على تكرار التجربة ولكن جاءت النتيجة معاكسة إذ انجبوا طفلة تتمتع بالجمال ولكن ولدت بإعاقة فكرية بسبب الامراض الوراثية مما أحزن الجميع وليس سعد وشوقفقط، فقد اثارت ذكريات قديمة عن رفض أحمد اتمام الزواج حيث قدر الجميع موقفه وشكروه عليه.
استمر سعد وشوق في محاولات علاج طفلتهم سواء داخل البلاد أو خارجها وظلت على هذا الحال سنوات ولم يبخلوا عليها بشئ ولكن كانت رحمة الله واسعه وماتت الفتاة ولم يكرر سعد أو شوق تجربة الانجاب مرة أخرى واكتفوا بابنهم.