مخاطر صحية تهدد حياة الشخص الأعسر


مخاطر صحية ترتبط بإستخدام اليد اليسرى

الموت المبكر

أكثر عرضة للإضطرابات النفسية

المعاناة تبدأ من مقاعد الدراسة

إضطرابات النوم

أكثر عرضة للإصابة بإضطراب ما بعد الصدمة

المدخول أقل من غيره .. والمشاكل الصحية المرتبط به

مشاعر الإكتئاب والإحباط متكررة

لطالما أثار الذين يستخدمون يدهم اليسرى، اهتمام العلماء الذين خرجوا بنظريات مختلفة عن الأسباب ذلك، من نظرية أن كون الشخص أعسر يرتبط بالدماغ إلى نظرية ارتباطها بالعمود الفقري ونشاط الجينات فيه خلال الأسبوع الثامن للحمل، أي أن تحديد ما إن كان الشخص سيستخدم يده اليمنى أو اليسرى يتحدد قبل ولادته، إلى نظريات أخرى عديدة.

"العسر" هم فئة نادرة إن صح التعبير؛ إذ لا يتجاوز عددهم الـ١٠٪، وحياة الأعسر ليست سهلة فكل الأدوات التي يستخدمها في حياته اليومية مصممة للذين يستخدمون اليد اليمنى، ومن ثم هناك حاجة «لعكس» كل شيء من أجل التمكن من الاستخدام.

ولكن الأمر لا يتوقف عند الانزعاج من استخدام الأدوات اليومية؛ إذ إن الأعسر أمام مجموعة مختلفة من المخاطر الصحية التي لا يعاني منها الذين يستخدمون يدهم اليمنى. فما المخاطر الصحية المرتبطة بالشخص الأعسر؟.


الموت المبكر


الشخص الأعسر عرضة للموت بشكل مبكر،
الدراسات وجدت أن الذين يستخدمون يدهم اليسرى لا يعيشون المعدل نفسه الذي يعيشه الذين يستخدمون يدهم اليمنى.

ففي دراسةنشرت في «ذا نيو إنغلاند جورنال أوف ماديسن» تبين أنه بعد تتبع ١٠٠٠ حالة وفاة وُجِد أن الذين يستخدمون يدهم اليمنى عاشوا حتى معدل عمري بلغ ٧٥ عامًا بينما الذين يستخدمون يدهم اليسرى بلغ معدلهم العمري ٦٦ عامًا.

دراسات أخرى أكدت النتيجة نفسها، وتم التوصل إلى معدل شبه مؤكد، وإلى أن النساء اللواتي يستخدمن أياديهن اليسرى يعشن أقل من اللواتي يستخدمن اليمنى بخمس سنوات، أما الرجال فيعشون ١٠ سنوات أقل من الذين يستخدمون يدهم اليمنى.

السبب لا يتعلق بحالة مرضية؛ لأن العسر لا يتسبب بالأمراض، وهذا أمر مؤكد، ولكن في عالم مصمم للذين يستخدمون يدهم اليمنى فإن الغالبية الساحقة من وفيات العسر هي نتيجة حوادث بسبب عدم «تلاءم» الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية مع واقعهم.

فمثلاً نسبة وفاة العسر في حوادث سير هي ٥ أضعاف الذين يستخدمون يدهم اليمن.

أكثر عرضة للاضطرابات النفسية


استخدام اليد اليسرى يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، النتيجة هذه توصلت إليها مجموعة مختلفة من الدراسات التي جميعها خلصت إلى الواقع المرير نفسه، الأعسر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية، كما أنه أكثر عرضة للإصابة بعسر القراءة واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

وفق الأرقام فإن ٢٠٪ من المرضى الذين يعانون من انفصام الشخصية هم من العسر، ولكن الأسباب ما تزال غير واضحة للعلماء الذين حاولوا ربط المشكلات النفسية بكون العسر يعتمدون على الجزء الأيسر من دماغهم، ولكن كل الدراسات أثبتت أن هذا الواقع غير مؤثر.

المعاناة تبدأ من مقاعد الدراسة


الأعسر يعاني أكثر من غيره خلال تحصيله العملي منذ أيام المدرسة وحتى التخرج من الجامعة، في دراسة تبين أن الذين يستخدمون يدهم اليسرى لا يحققون نتائج أكاديمية كما هي حال الذين يستخدمون اليد اليمنى.

الأعسر يعاني في مهارات الكتابة، والقراءة والتطور الاجتماعي خلال المراحل المبكرة من رحلته الدراسية، ولاحقاً خلال السنوات الجامعية المعاناة قد تخف، ولكنها ستبقى موجودة.

النتائج هذه في الواقع بقيت على حالها حتى حين تم التحكم بالمتغيرات مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي وحجم انخراط الوالدين في حياة الطفل الأعسر.. والسبب قد يرتبط هنا باضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط.


اضطرابات النوم


الشخص الأعسر يعاني من مشكلة كبيرة تؤثر في كل جوانب حياته، وهي إنه ينام، ولكنه نوم من دون راحة.

الأعسر يعاني من اضطراب الحركة الدورية للطرف أكثر من غيره، وهو اضطراب يؤدي إلى القيام بحركات متكررة غير إرادية في الأطراف سواء اليدين أو الساقين خلال النوم، ما يؤثر في الجودة والمدة.

والمشكلة الكبرى هي أن هذا الاضطراب قد يكون من مؤشرات اضطراب الأطراف الحركي الدائم.

أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة


من المشكلات الصحية التي يتعرض لها الشخص الأعسر هي إصابته باضطراب ما بعد الصدمة بمعدل أعلى بكثير من غيره.

اضطراب ما بعد الصدمة ينتج عادة عن حادث واحد أو عدة حوادث كارثية أو استثنائية سواء كانت موجهة ضده أو ضد أشخاص آخرين، ويعاني الشخص المصاب به من أعراض نفسية وجسدية.

ولكن المشكلة مع الشخص الأعسر تكمن في واقع أن الأمور التي تُصنف باعتبارها «عادية» بالنسبة إلى الآخرين وتأثيرها محدود يمكنها أن تكون مرضية بالنسبة إليه، فمشاهدة فيلم رعب يمكن أن يجعل الشخص الأعسر يُصاب باضطراب ما بعد الصدمة.

الدخل المالي أقل من غيره


رغم أن جني المال أو عدمه ليس مشكلة صحية، ولكنه بالتأكيد يتسبب بالكثير من المشكلات الصحية.

الشخص الأعسر يجني مالًا أقل من غيره، فوفق دراسة نشرت في «جورنال أوف إكونوميك برسبكتيف» وجد العلماء في جامعة هارفارد أن راتب الأعسر هو أقل بـ٩ إلى ١٩٪ من الشخص الذي يستخدم يده اليمنى.

وعليه فإن الأعسر يعاني من ضغوطات مالية أكثر من غيره، كما أنه سيشعر بالإحباط بسبب عدم قدرته على مجاراة غيره؛ ما يؤدي إلى نسب مرتفعة من القلق والتوتر، وكما هو معروف القلق والتوتر يؤديان إلى مشكلات صحية عديدة ومختلفة كالسكري وضغط الدم وغيرها.


مشاعر الاكتئاب والإحباط متكررة


الشخص الأعسر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والإحباط، الأمر هنا مرتبط بالطريقة التي يعمل بها دماغه.

فوفق دراسة نشرت في «جورنال أوف نيرفس أند منتال ديزيس» تبين أن الشخص الذي يستخدم يده اليسرى يميل إلى التمسك بالمشاعر السلبية أكثر من الذي يستخدم يده اليمنى، كما أنه يحتاج إلى وقت أطول من غيره من أجل فهم مشاعره وتحليلها والتعامل معها.

والوقت الذي يحتاجه يجعله يختبر مشاعر متكررة من الإحباط والاكتئاب.