لا يَرتوي الخَدُّ مِن صافي مَآقِينا
وذا لَهيبُ الجوَى في القُرِّ يَكوينا
لَواعجُ الشَّوقِ والذِّكرى تُعذِّبُنا
والهَجرُ يُضنِي، وَكأسُ البَينِ يَسقِينا
لا نُغمضُ الجَفنَ في لَيلٍ ولا غَسَقٍ
حتَّى الصباحُ بدَا ليلاً يُغَشِّينا
كلُّ المحبينَ في آلامِ عشقِهِمُ
لَم يشعروا بقَليلٍ من مَآسينا
فرُوحُنا في خيامِ الحَيِّ عالقَةٌ
وحيُّكُم يَحملُ الذِّكرى بماضِينا
رياضكُم كلَّما غنَّت عَنادِلُها
قُلنا لها: من حلالِ السِّحرِ زيدينا
و دَوحُكُم كلَّما ناحَت حمائمُهُ
فإنها فوق غصنِ البانِ تَبكينا
وكم رَوَينا ثَرى الأَطلالِ مِن دَمِنا
فأنبتَتْ في الحشا زَهراً ونِسْرينا
خميلةَ الشعرِ والأسفارُ عاطرةٌ
إلى بساتينِك الغَنَّاءِ ضُمِّيْنا
ويا نسيمَ الصَّبَا، إن جِئتَ حيَّهُمُ
فَحَيِّهِ في الدُّجى حتَّى يُحَيِّينا
تَمُرُّ أيامُنا ثكلَى بدونِهِمُ
وهكذا العُمرُ .. نُفنيهِ ويُفنينا ؟
م