يا قدسُ مدِّي للوِصالِ جُسورا
حتى أحاولَ للربوعِ عبورا
فالقلبُ يهفو للقاءِ صبابةً
و الغاصبُ الغدّارُ زادَ فجورا
رمتُ الصلاةَ على ثراكِ و هزّني
شوقٌ يؤججُ في الفؤاد ِ شعورا
و حزمتُ أمتعةَ اللقاءِ بفرحةٍ
ما كانَ قلبي للقاءِ صبورا
حتى إذا سارتْ قوافلُ أهلِنا
نحوَ البقاعِ الطاهراتِ بُحورا
فإذا بجيشِ الخبثِ ينشرُ جندَهُ
و يسدُّ من بينِ الجموعِ ثُغورا
كي يستبيحَ الشوقَ من أرواحِنا
و يعيد َ قلبي خائباً مقهورا
قالَ المحقِّقُ أنتَ مرفوض ٌ فَعُدْ
لن تستطيعَ إلى الديارِ عُبورا
إمّا تعود إلى ديارِكَ صامتاً
أو أنْ تبيتَ بقبضتي مأسورا
و دنوتُ نحو َ الابن أرقبُ عينَهُ
و الدمعَ فيها حائراً مكسورا
فضممتُهُ نحوَ الجوانحِ علّني
أُخفي دموعي النازلاتِ قُصورا
علّلْتُهُ بالصبرِ يا ولدي فكنْ
في النائبات ِ على البلاءِ صَبورا
و ادعُ الإلهَ تجلُّداً و تحمُّلاً
فالله ُ حسبُكَ ناصراً و قديرا
و تغيّرتْ من بعدِ عُسرٍ حالُنا
و دخلتُ قدسي باسماً مسرورا
حتى إذا وطأَ الجبينُ ترابَهُ
أحسستُ كوني في السماءِ طيورا
و قضيتُ يومي في جموعٍ هلّلَتْ
عندَ اللقاءِ و كبّرتْ تكبير
لؤي كمال عمير