لو رحل القمر ماذا سيحل بالأرض
سؤال غريب يتبادر إلى أذهان البعض منا، مفاده ماذا سيحدث لو لم يكن القمر موجودا في السماء، ما هي التغيرات الطبيعية التي سوف تشهدها الأرض، وكيف ستتغير أنماط حياة الكائنات الحية.
هذا السؤال الطريف والغريب كان مدار بحث خاص أجراه الأستاذ كوماروف في كتابه طرائف علم الفلك، والذي بين فيه انه لن يتغير فحسب المنظر الجمالي للأرض، ومشاهدة الطبيعة الخلابة ليلا، عندما ينعكس ضوء القمر عن أسطح البحيرات والأنهار، بل إن التغير سيكون أبعد وأعمق من ذلك بكثير.
فلو لم يكن هذا التابع الأرضي موجودا، ستختفي حالات المد والجزر في البحار والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة الكائنات الحية المختلفة، و على إيقاع الحياة في البحار والمحيطات، و على الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمياه، إذ تلعب حركة المياه دورا رئيسا في بعض العمليات الجيوفيزيائية المختلفة.
إن اختفاء القمر أو عدم وجودة، سيؤثر أيضا على عمليات رصد السماء، حيث ستبدو الكواكب والنجوم والأجرام السماوية الأخرى والشهب والمذنبات أكثر وضوحا، كما ستتأثر كثيرا الدراسات الفلكية والتي توقعت إمكانية الاستفادة من القمر كنقطة انطلاق نحو الفضاء الخارجي.
من جهة أخرى، فان غياب القمر، سيؤدي إلى إضعاف الحركة المدارية للأرض، كما سيغير زاوية ميل الأرض، كما ستتغير الثوابت الرقمية الفلكية للكرة الأرضية والتي ستكون لها انعكاسات كبيرة على سير الحياة وطبيعتها على الكرة الأرضية.