يُجانِبُنَا في الحُبّ مَنْ لا نُجَانِبُهْ،
وَيَبْعَدُ مِنّا في الهَوَى مَنْ نُقَارِبُهْ
وَلاَ بُدّ مِنْ وَاشٍ يُتَاحُ على النّوَى،
وَقَدْ تَجلُبُ الشيءَ البَعيدَ جَوالِبُهْ
أفي كلّ يَوْمٍ كاشحٌ مُتَكَلِّفٌ،
يَصُبُّ عَلَينا، أوْ رَقيبٌ نُرَاقِبُهْ
عَنَا المُسْتَهَامَ شَجْوُهُ وَتَطَارُبُهْ،
وَغَالَبَهُ مِنْ حُبّ عَلْوَةَ غَالِبُهْ
وأصْبَحَ لا وَصْلُ الحَبيبِ مُيَسَّراً
لَدَيْهِ، وَلاَ دارُ الحَبيبِ تُصَاقِبُهْ...!
مُقِيمٌ بأرْضٍ قَدْ أبَنّ مُعَرِّجاً
عَلَيْهَا، وَفي أرْضٍ سِوَاهَا مآرِبُهْ
فَكَمْ لَيلَةٍ قَدْ بِتّها ثَمّ نَاعِماً،
بعَيْنَيْ عَليلِ الطّرْفِ بِيضٍ تَرَائِبُهْ
البحتري