النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

قراءة في المجموعة القصصية (عراق مابين القهرين) الكاتب حيدر الحدراوي

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 309 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22063
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62

    قراءة في المجموعة القصصية (عراق مابين القهرين) الكاتب حيدر الحدراوي

    لاشك ان المفكر الاسلامي الاستاذ (حيدر الحدراوي) برز كمفكر اسلامي متنور في اطروحاته وتحليلاته القيمة في اغنى الفكر الاسلامي في البحث والدراسة والتحليل , وتميز في غزارة نتاجاته الفكرية . ومنها عمله في البحث (تأملات في القرآن الكريم) في خمسة اجزاء لحد الآن . وبما يقدمه في ثقافة تنويرية هادفة ورصينة في تحليلاته الموضوعية . لذلك له محاولات تجريبية في فن السرد الحكائي . يقدمها في حكايات تراجيدية , تتحدث عن الوجع الواقع العراقي , في معاناتها متشظية في الوجع والقهر , . بين قهر ومعاناة في زمن النظام البعث الفاشي . وكذلك القهر والمعاناة في العهد الحديث , الذي جاء على انقاض العهد القديم , ولكن ظل العراق بين قهرين في زمنين (القديم والجديد) لا فرق بينهما في الانتهاك والظلم والقهر , وسلب القيمة الانسانية وكرامتها , في الظلم والحيف . لذلك يقدمها في اسلوب مشوق في السرد الحكائي , يحمل النقد والانتقاد والسخرية والتهكم . الى حد المهازل الساخرة . والمجموعة القصصية (عراق مابين القهرين) تبرز اشكال متنوعة من اشكال القهر الاجتماعي والسياسي , في حجم المعاناة بالفجيعة العراقية ومحنتها . في التراجيدية المأساوية , أو الى السريالية الساخرة في مهازلها. بينما العراقي يتجرع همومها وسمومها بالمعاناة القاسية وخاصة الشرائح الفقيرة , المظلومة والمسحوقة . لم تنصفها الازمنة عبر مراحل القهر والاستلاب , في الصراع الحياتي على لقمة العيش . في واقع مثقل بالزيف والانتحال والشيطنة . في واقع جاف ومتيبس, في مفارقاته السلبية , التي تؤثر سلبياً على سايكولوجية الانسان العراقي . كأنه يصارع قوى جبروتية متعددة الاشكال والاطراف . في وطن مسلوب بالظلم والطغيان , والمواطن محاصر ومخنوق بقيود لا فكاك منها . تجعله فريسة الضياع والاحباط والانكسار . هكذا تلتقط وترصد المجموعة القصصية مفردات الواقع الفعلي , في سردها الحكائي , بلغة بسيطة وواضحة , في الشحن الانساني المؤلم . في الرؤية والايحاء والمغزى الغزير والبليغ . نجد في نصوصها وحكاياتها , صورة العراق من كل جوانبه , بالمواقف الدرامية والحرجة , وبعضها الى الهزل الاسود . لذلك يجد كل عراقي ملامح من صورته . وخاصة من اكتوى بنار المعاناة . لذلك تربط المجموعة بين الحلم الضائع , وبين الحرية المسلوبة . متجسدة في ثنايا السرد الحكائي , بكل تداعيات وتجليات الواقع . وتضم المجموعة على 37 قصة موزعة على خارطة الوجع العراقي , نقتطف البعض منها في أيجاز شديد .
    1 - قصة ( الباص ) : منصات رؤية النص في المغزى العميق والبليغ , تختصر الحالة العراقية برأس النظام المقبور ,حين انحرف عن جادة الصواب , مثل سائق الباص انحرف عن الطريق المبلط الى الطريق الصحراوي المليء بالحفر ومطبات والمتعرجات حتى توفي على مقود قيادة الباص . وبعدها نشبت نار العراك والتشاجر والتنازع حتى لعلع الرصاص واستخدام السلاح , من هو يملك احقية في مقود قيادة الباص بينما الركاب المستضعفين وقفوا في دور المتفرج . ولكنهم نظروا الى أبليس جالس على مقود قيادة الباص .
    2 - قصة ( البحث عن تعيين ) اسرع احدهم من يحمل مؤهلات الكفاءة الى المدير , في شأن التعيين , استقبلوه المدير بكل ترحاب وحفاوة ووعده بالتعيين المؤكد , لكنه في زمن الحملات الانتخابية وهو مرشح في الانتخابات . وعند فوزه سيكون تعيينه بحكم المؤكد فعلاً , وطلب منه المساهمة في الترويج الدعائي له , في حمل البوسترات واللافتات وتوزيع البيانات وغيرها , فوافق وساهم بنشاط فعال , يخرج في الصباح ويرجع في اواخر النهار متعب ومرهق , بسبب الوعد بالتعيين . ونجح المدير بالفوز في الانتخابات , فذهب اليه فرحاً بأن التعيين اصبح بحكم المؤكد كما وعده , . ولكن المدير الفائز كان يوعده في كل شهر يقول له في الشهر المقبل , في كل مرة , حتى طالت المدة وجاءت الفترة الثانية من الحملة الانتخابية , وطلب منه ايضاً المساهمة في الدعاية الانتخابية , لكنه رفض بسخرية وتهكم وقال (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
    3 - قصة (الديك) : قبل ان تتوفى أمه أوصته برعاية الدجاجات والديك . حتى يحصل على قوته اليومي , فرعى الدجاجات والديك وامتنع عن الذبح واكتفى في بيع البيضات , محافظاً على وعد أمه الراحلة . ولكن جاره اصبح مديراً بعد الانتخابات وبنى قصراً بجواره وسد الطريق مسيجاً بالكتل الكونكريتية , حتى كان يشكو صعوبة بالغة في الدخول والخروج من بيته , ولكن ديكه المشاغب تولى الامر بأخذ ثار صاحبه , فكان يتسلق السور العالي ويصيح باعلى صوته في الهزيع الليل الاخير , وخاصة يرجع المدير من سهراته في اخر الليل , فلم يعد يستطيع ان ينام من ازعاجات الديك المشاغب . فأستدعاه صحاب القصر الى مكتبه , وذهب اليه وجد حشود مزدحمة من الناس تنتظر معاملاتهم المكدسة في مكتب المدير . فحين دخل عليه واجهه بتعالي واستخفاف واحتقار , وطلب منه منع الديك من التسلق على السور وازعاجه في اخرالليل . ولكن الديك المشاغب لم يرضخ لصاحبه , فتسلق السور , فما كان من حراس القصر , إلا ان اطلقوا عليه النار واردوه قتيلاً , هذه حقيقة الذين يتولون المناصب يخرجون عن السلك والادب الانساني المتواضع , الى الوحشية والمعاملة الخشنة .
    4 - قصة ( المعطف ) هاجر مع صديقه الى بلدان المهجر ولم يحمل معه سوى المعطف , الذي اهدته اليه بنت عمه . فحين تحسنت احواله في اوربا , ارد ان يتخلص من المعطف برميه في اي مكان , وباي وسيلة كانت , ولكن المعطف يعود اليه بعد كل محاولة , حتى عجز من كثرة محاولات التخلص من المعطف , ويعود اليه , وفي اخر محاولة فاشلة , وحين عاد اليه , تيقن ان جني في داخله , ففتش جيوبه , ووجد ورقة بداخله وحين فتحها وجدها مكتوبة هذه العبارة ( بلادي وان جارت عليَّ عزيزة ) يعني البلد الاصلي لا يمكن ان يمحى من الذاكرة . ولا يمكن الانفصال عنه , فيظل الشوق والحنين والاشتياق يداعب الوجدان والمشاعر .
    5 - قصة ( زوريات أم عليوي ) أمرأة فقيرة تستيقظ باكراً كل صباح , وتذهب مكان بيع السمك ( العلوة ) فتشتري صغار السمك ( الزوري ) لانها لا تملك المال , وتفترش الرصيف وتبيعه من اجل تأمين رغيف الخبز الى ( عندي كومة من الايتام ) . ولكن موظف البلدية ( كريم ) يمنعها من البيع على الرصيف , وبعد توسلت بأنها تعيل ايتام , يتركها , وصدفة تمر دورية امريكية , ويرون السمك على الرصيف , ويصيح احد جنود الدورية : هذه جريمة crime . فهي ظنت بأن ( كريم ) ارسلهم فصاحت عليهم , فذهبوا , ولكن فجأة جاءت سيارة الشرطة , لتسجنها لانها تحتجز الرصيف , ولكن فجأة اخترقت سيارة مفخفخة , فتطايرت الاشلاء مع السمك , واصيبت ( أم عليوي ) بجروح بسيطة , يعني هذه حال المواطن في الترجيدية المأساوية , حتى لا يجد مكان لرزقه .
    6 - قصة ( شلش والكهرباء ) معاناة المواطن في الانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر طوال اليوم مع قيظ الصيف الساخن وهبوب العواصف الترابية , يتجمعوا في غرفة ضيقة , وكلما تدب الحرارة في التيار الكهربائي , يصيح ( شلش ) بصلواته ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) وطوال اليوم يردد هذه اللازمة . فعجز عن الشكاوي التي لا تجد أذناً صاغية , فيعود الى البيت يلوكه القهر والحسرة من الارهاق الذي لا يحتمل . من انقطاع التيار الكهربائي والعوصف الترابية في عز الصيف الملتهب . حتى قضى نحبه .
    7 - قصة ( صخي ابو الفلافل ) رجل مسن فقير , ليس لديه مورد مالي سوى كشك صغير على تقاطع الطريق العام , يبيع به لفائف الفلافل وبعض الحلويات والمشروبات , حتى يعيل عائلته الفقيرة . فكانت حركة السيارات والباصات ايام الحرب العراقية الايرانية مزدحمة , يتم نقل الجرحى أو الذين ذاهبين الى جبهات القتال , فكانوا أزلام البعث في لباسهم الزيتوني يمرون عليه بشكل متواصل , يأخذون لفائف الفلافل ولا يدفعون ثمنها . بحجة المجهود الحربي , وفي يوم من الايام جاءوا أزلام البعث كعادتهم بأخذون لفائف الفلافل , وكان معهم اسير مقيد اليدين فعطف عليه وناوله لفة فلافل , جزع ( شلش ) بأنه يخسر من لفائف الفلافل مجاناً وتجرأ وطالبهم بالثمن , فقال له احد البعثيين , ان يذهب الى محاسب الشعبة ويأخذ الثمن , فذهب ولكنه ظل يدور داخل البناية يفتش عن المحاسب حتى انهكه التعب والارهاق , حتى وجده , فتقرر منحه عشرة ألآف دينار ’ ولكن المحااسب قطع خمسة الاف دينار رشوة . وكان كلما يتقدم يطالبونه بالف دينار , فلم يبق سوى اسماله التي يرتديها , فخاف ان يأخذونها ويطردونه عارياً فأنهزم بريشه , ولكن بعد سقوط البعث تنفس الصعداء بمجيء الفرج . وفي يوم من الايام ترجل ذلك الاسير الذي عطف عليه بلفة فلافل . كان في موكب طويل وعريض وحماية مدججة بالسلاح . فأمرهم بأزالة الكشك بدعوى بأن صاحبه كان متعاون مع البعثيين .8 - قصة ( مكبرات الصوت ) معاناة المواطن اصبحت اخطبوطية متعددة الاطراف وليس لها نهاية , وهي اشبه بالمغامرات المرهقة والمتعبة , فمن السعي الى الحصول على قناني الغاز لطبخ , الى توفير الوقود ( بنزين ) الى المولدات الكهربائية , بسبب انقطاعات التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم , الى تخزين الماء في حالة الانقطاع . يعني يرجع المواطن في اخر النهار منهوك القوى بالتعب المرهق , وحين يروم الراحة . تطن في أذنيه مكبرات الصوت باصواتها المزعجة . كأن المواطن مسلوب الارادة والحرية خارج البيت وداخل البيت .
    × الكتاب : عراق مابين القهرين / قصص
    × تأليف : حيدر الحدراوي
    × الطبعة الاولى : عام 2014
    × عدد الصفحات : 219 صفحة
    جمعة عبدالله

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,329 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11949
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    مقالات المدونة: 19
    شكرا جزيلا حيدر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال