ما لاحَ همٌّ أو تأزّمَ مَوقِفٌ
واشْتّدَّ رُزْءٌ أو تنَكَّبَ مقصدُ:
إلّا وكان الشّعرُ مشعَلَ نخْوَةٍ
يُذْكي.. يُلحُّ.. فجمرُهُ لا يَهْمَدُ
لو صُوِّرَتْ تَبِعاتُ عصْرٍ كلُّها
في لوْحَةٍ.. فيها العَناءُ مُجسَّدُ:
لَوَجدْتَ فيها شاعراً في فودِهِ:
ثِقَلُ الهُمومِ بِغِلْظةٍ تَتَوَسّدُ
ألِقٌ يُفَجّرُ طاقةً مكبوتَةً
ولِبَذْرِ وَعْيٍ .. غارسٌ مُتَعهِّدُ
غرِدٌ.. يُؤّجّجُ أو يُفَرّجُ غُمّةً
راعٍ. غيورٌ.. بالفسادِ يُنَدّدُ
مِشْكاةُ إلهامٍ.. بشيرٌ. مُنذرٌ
هادٍ يُبَيِّنُ ما يُخَبِّؤُهُ الغَدُ
إن حلّقَ الإنسانُ ينشدُ عِزّةً
فبِوَجهِهِ.. لا بابَ صِدقٍ يوصَدُ
لولا. التّجلّي. ما نّعِمنا لحظةً
في واقِعٍ.. فِيهِ المصالِحُ تُعبَدُ
*******
يا باعِثاً. أمَلاً بقلْبِ مَهيضَةٍ
فيكَ الوُجودُ مُنوّراً يتَجَدّدُ
إنَّا لَنَأمَلُ أن نُحَقّقَ صَحْوَةً
وبكلّ نادٍ.. أن يُدوّيَ ( مِرْبَدُ)
نُملي إرادَتنا .. وننشُرُ رحمَةً
وعدالَةً منها المحبّةُ تولَدُ
فنُشيد بُنياناً يُشَدُّ. ببَعضِهِ
وبلَحْمنا.. شرُّ الضَّواري تَزْهَدُ
فالشّعرُ إن حلَّ البلاءُ فإنّهُ
يَدعُ الرّضيعَ بمَهدِهِ يتَمَرَّدُ
أحمد حنّون