عادت تقنية التزييف الذكي أو “Deepfake” لتتصدر أهم الأخبار هذا الأسبوع مجددا مع ابتكار شركة سامسونغ الأخير، لكن قبل التفصيل في ذلك، وجب التعريف أولا بهذه التقنية.
التزييف الذكي أو “Deepfake” من تقنيات “معالجة الصور البشرية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي“، إلا أنها تزيد عن هذه الأخيرة بقدرتها على معالجة عدد كبير من الصور والمقاطع المرئية معتمدة على تقنية “شبكة الخصوم التوليدية” أو “شبكة توليد الخصوم” وبالإنجليزية “generative adversarial network” والتي تضيف إليها إمكانية التعلم من كل عملية معالجة تقوم بها، وهو ما يسمح ببرمجتها لإدخال تعديلات إضافية على الصور والمقاطع المرئية لدرجة قد تصل إلى تغيير وجه شخصية بأخرى حقيقية أو خيالية أو حتى إحياء الصور. وهو ما نجح فيه أفراد وشركات، منهم من تجاوز حدود الأخلاقي ومنهم من لزم حدود اللهو والابتكار.
وما شاركته شركة سامسونج الكورية، يمكن أعتباره قفزة نوعية في هذا المجال، فالبرامج العادية تحتاج عادة إلى تحليل آلاف الصور والمقاطع المرئية للشخص المستهدف قبل أن تُكَون صورة أو مقطعا مزيفا له، عكس برنامج شركة سامسونغ والذي يكفيه تحليل صور ومقاطع مرئية متنوعة وإن لم تكن خاصة بالضحية كي يشكل قالبا يمكن اعتماده لإحداث التغيير المطلوب ثم موضعة صورة الشخص المستهدف عليه.
وبإعلان شركة سامسونغ الأخير، فقد أُعِيد طرح الموضوع للنقاش خاصة مع غياب أية ترسانة قانونية لتقنين استخدام هذه التقنية ووجود شك في كفاية القوانين لوحدها أصلا. وقد شملت لائحة ضحايا التزييف الذكي أو “Deepfake” في نسختها الأولية حتى الآن أشخاصا عاديين وممثلين وسياسيين وهو ما يحيل لإمكانية تسببها بمشاكل بين الدول وانتشار الأخبار الكاذبة عبر الإعلام الاجتماعي الذي ما يزال عاجزا عن التعامل مع الأخبار الكاذبة العادية فما بالكم بالمدعمة بصور ومقاطع مصورة يصعب تفريق الحقيقي منها عن المزيف.

المقاطع المرئية المنتَجة باستخدام التقنية التي طورتها شركة سامسونغ ما تزال عاجزة عن خداع الدماغ البشري لتعاملها مع الملامح البشرية دون تمييز لخصائصها، واكتفاءها بالتركيز على الأجزاء المتحركة فقط، وهو ما يمكن ملاحظته من نتيجة تحويلها لصورة الممثلة الأمريكية “مَارِلِينْ مُونْرُو” إلى صورة متحركة وتجاهلها للخالة التي تميزت بها على خدها.

التزييف الذكي
لكن هذا لا ينتقص شيئا مما بلغته شركة سامسونغ بل ويؤكد على سرعة تطور التقنية واستخداماتها الخطيرة التي دفعت بالحكومة الأمريكية مثلا إلى التعاقد مع مجموعة البحث “SRI International” غير الهادفة للربح لإيجاد طرق لاكتشاف المقاطع المزيفة بواسطة التزييف الذكي أو “Deepfake”.
فكيف للعالم أن يقنن من استخدام التزييف الذكي ؟ وكيف له أن يستفيد منها دون أن تُشكل عليه ضررا؟