حملة اعتقالات تطال عشرات الطلاب الإيرانيين بعد احتجاجات البنزين
طلاب إيرانيون يتضامنون مع احتجاجات البنزين
أوردت تقارير أن حملة اعتقالات واسعة بدأت داخل جامعة طهران (أقدم جامعات إيران) بعد القبض على قرابة 50 طالبا داخل سيارات إسعاف، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت منذ الجمعة الماضية، اعتراضا على غلاء سعر البنزين بنحو 300%.
وكشف اتحاد طلاب جامعة طهران عبر قناة على موقع "تيليجرام" للتراسل الفوري، الخميس، أن الاعتقالات طالت عشرات الطلاب ليلا منذ الإثنين الماضي، على خلفية احتجاجات داخل الجامعة تضامنا مع مظاهرات شعبية رافضة غلاء سعر البنزين محليا، وسط ظروف معيشية كارثية، إضافة إلى القمع الواسع.
وذكر الاتحاد الطلابي أن أشخاصا كانوا يرتدون ملابس مدنية هم من اعتقلوا بعض طلاب جامعة طهران داخل عدد من سيارات الإسعاف، في حين من المرجح أن الطلاب المعتقلين داخل سجني إيفين وفشافوية حاليا.
ونقلت إذاعة "صوت أمريكا"، الناطقة بالفارسية من الولايات المتحدة، عن طلاب إيرانيين أن حملة اعتقالات على ما يبدو طالت طلابا آخرين في جامعة طبطبائي كذلك، بعد مظاهرات للتضامن مع المحتجين داخل 100 مدينة إيرانية على الأقل.
ولفتت الإذاعة الأمريكية إلى أن قوات الأمن الإيرانية أودعت عشرات الطلاب في أماكن مجهولة، بعد القبض عليهم إما من داخل المهاجع الطلابية وإما في أثناء عودتهم إلى منازلهم.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الأولى من احتجاجات البنزين في إيران تلقى طلاب وذويهم مكالمات هاتفية تتضمن تهديدات من جانب أجهزة أمنية إيرانية بالاعتقال الفوري حال المشاركة ضمن المظاهرات.
وتضمنت الحملة الأمنية التي شنتها السلطات الإيرانية مداهمة منازل لطلاب بغية اعتقالهم، لكن هذا الأمر لم يمنع طلاب جامعات أخرى مثل تبريز، وبابل وأرومية من التضامن مع زملائهم.
يشار إلى أن النظام الإيراني اعتمد قرارا برفع سعر البنزين لـ3 أضعاف، الجمعة الماضي، الأمر الذي أسفر عن خروج احتجاجات واسعة إلى الشوارع في بعض المدن الكبرى سرعان ما تحولت إلى مصادمات مع قوات الأمن، ورفع خلالها المتظاهرون لافتات تطالب المرشد علي خامنئي ورئيس البلاد حسن روحاني بالرحيل عن سدة الحكم.
واشتدت وتيرة الاحتجاجات في مدن أصفهان وشيراز والأحواز على وجه الخصوص، حيث أظهرت مقاطع مصورة استهداف عناصر قوات الأمن المحتجين بالرصاص الحي في الرؤوس والصدور، إضافة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشملت الأحداث إضرام النيران في مصارف ومتاجر، إلى جانب مكاتب لرجال دين يمثلون خامنئي في أنحاء متفرقة من البلاد، في حين أسفرت المصادمات عن سقوط قرابة 200 قتيل وأكثر من 3000 جريح و1000 معتقل.
واعتبرت المقاومة الإيرانية التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة) أن استمرار قطع الإنترنت في إيران يؤكد إصرار نظام خامنئي على عدم تسريب أخبار حول انتفاضة الشعب الإيراني وعمليات القمع الواسعة.
وأوضح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (مقره باريس) في أحدث بياناته، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن الاحتجاجات توسعت إلى أكثر من 146 مدينة في إيران، فيما لا تزال حملة الاعتقالات مستمرة.