حقيقة هذه الايام تطرب اذني عند سماع احاديث المتظاهرين، هؤولاء الشباب الواعدين المؤمنين بقضية وطنهم وشعبهم،
وكلما سمعت حديثا جميلا، يتبعه حديث اخر اجمل، حتى اصبحت لدي غبطة وفرحة بهم، حفظهم الله لنا وللعراق ..
قد تستغربون من هذا العنوان الف دينار ! فقد سمعت احد المتظاهرين خلال حديثه للمذيع : انا لااملك ولا الف دينار،
ومنذ شهر وانا هنا في التحرير، ولم التحق بجامعتي، لاني متنازل عن شهادتي الجامعية حتى تتحقق مطالبنا" نريد وطن" ثم اكمل: انا جيبي فارغ،
ووجدت الف دينار في الشارع هنا، لكني جهزته لااتبرع به، ممكن احد المتظاهرين يحتاجه فأعطيه اياه ..
تأملوا معي لهذه الصورة المشرقة من شبابنا وهم يجسدون اروع صور البطولة والفداء والايثار.
واذا إنتقلنا الى الجانب الاخر، حيث الطبقة السياسية المتنفذة على دفة الحكم منذ ٢٠٠٣ ،
لم نسمع بمسؤول تبرع بألف دينار لضحايا داعش او الانفجارات او عوائل الشهداء،
على العكس من ذلك هم يسرقون وينهبون ويستولون على مقدرات وخيرات هذا البلد من خلال مواقعهم السياسية والحكومية،
والان يعدوننا بأصلاحات مرتقبة، فهل نتوقع من نفسيات متكبرة متسلطة على حكم البلاد والعباد
ان تصلح ذات البين وتغير من ذاتها قبل الاخرين وتقدم الخير لنا ولهذا البلد الجريح، وهم متشبثون بمواقعهم ،
ولو ارادوا الاصلاح او محاربة الفساد لوقفوا منذ السنوات الاولى ضد الفساد وسعوا جادين لبناء البلد وخلق تنمية مستدامة،
لكنا نقطف ثمارها الان، ولم يزج البلد بمنزلقات كهذه، وتدهور اقتصادي وتعليمي نتيجة تدهور الوضع السياسي والاداء الحكومي
الذي انعكس سلبا على مختلف الاصعدة ..
فبعد هذا كله هل نتوقع من طبقتنا السياسية التضحية ولو بألف دينار !