منذ ٢٥ اكتوبر تشرين الاول الحالي ؛ شهد العراق تظاهرات جماهيرية عارمة عمت بغداد والمحافظات الجنوبية ،
في هذه التظاهرات برز الشباب العراقي بهذه الروح الوطنية التي حملها وتجسدت اللحمة الوطنية
والتكافل الاجتماعي والوطني في اسمى صوره بين الشباب اناثا وذكورا ، لكن هذا التكافل واللحمة الوطنية كانت شعبية فقط !
ولانستغرب من ذلك ؛ فالحكومة كعادتها عزلت نفسها في برجها العاجي المليء بالتكبر والغرور والتعالي عن الشعب ومطالبه .
شاهدنا حديث رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء ولم تتعد هذه الخطب سوى اللغة العربية المنسقة والكلمات المرتبة ،
لكنها ابعد ماتكون عن الاحساس بمظلومية هؤلاء الشباب ومطالبهم ، فالشباب يذبحون على دجلة كما تذبح النوارس !
ويظهر رئيس الوزراء ليتحدث عن الضجر بسبب تأجيل موعد افتتاح معرض بغداد ، وهو من حطم روح العلم والمعرفة لدى الشباب .
إذا كان هولاكو قد رمى كتب بغداد في دجلة فإن رئيس الوزراء ذبح الشباب على ضفاف دجلة ،
وحرق قلوب الامهات على ابنائهن ولم يطرف له جفن، او يهتز له ضمير حزنا وأسفا على هذه الدماء التي اريقت،
والشباب الذين زفوا الى المقابر والمستشفيات والسجون ، بدل ان يزفوا في الاعراس وتفرح بهم امهاتهم التي ثكلت بهم.
وبعد هذا كله لانجد استجابة لمطالب أولئك الشباب، وانما كانت الحكومة والاحزاب قد ملأت اذانها وقرا، إذ كانت صاغرة تجاه هذه المطالب ..
أصحيح هذا ياحكومتنا وياساستنا ؟ كيف استطعتم أن تذبحوا النوارس ؟ وتخمدا صوت الجماهير ؟
لكن تذكروا دوموا ان الشعوب ولودة ، ومن عرف طعم الحرية لايرضى بالظلم
واذا الشعب يوما اراد الحياة... فلابد ان يستجيب القدر!