•الاستهلاك الترفيّ
تطور الحثّ على الاستهلاك لندخل في دائرة الاستهلاك الترفيّ، وهو الإنفاق على سلع كماليّة وفي مناسبات غير ضروريّة، وهو يترافق مع مظاهر إسراف وتبذير، بقصد التباهي وحبّ الظهور. فهناك أنواع من السلع لا نقدّرها لصفاتها الذاتية، أو لاحتياجنا الفعليّ إليها، ولكن وَفقاً لما تمثّله من مكانة اجتماعيّة(1). صحيح أنّ هذا النمط ليس بالجديد تماماً، فقد كان موجوداً في المجتمع الجاهليّ حين بُعث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما أشار إليه قوله تعالى حكايةً عن بعض رموز الجاهليّة: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ (البلد: 6)؛ فهو يتفاخر بأنّه أهلك المال في أنواع المتع والمظاهر الاجتماعيّة، ولكنّه اليوم أصبح شائعاً لدرجة تدقّ ناقوس الخطر، وبدأت تداعياتها الخطيرة تهدّد السلوكيّات والقيم الاجتماعيّة، ومن أهمّ هذه التداعيات:
1- تبديد الثروة ورفع مستوى المديونيّة.
2- صرف اهتمام الناس عن القضايا الأساسيّة.
3- تعاظم داء حبّ الدنيا واللهاث وراء تأمين الكماليّات.
4- شيوع الحسد والتباغض بين أفراد المجتمع، ممّا يدفع إلى الفرقة.
5- شيوع الكسل والاتّكاليّة وضعف حسّ المسؤوليّة، نتيجة لتراجع قيمة الإنتاج وبذل الجهد.
6- تراجع العلاقات الاجتماعيّة، وتعسير وتعثّر موضوع الزواج.
7- شيوع أمراض نفسيّة، كالقلق والتوتر والاكتئاب، سواء جرّاء الوقوع تحت الديون، أو نتيجة للضغط النفسيّ الذي تخلّفه دوّامة السعي لتلبية الكماليّات التي لا يمكن أن تنتهي، والتي يصوّرها الإعلام على أنّها ضروريّات، فينتج عن عدم تلبيتها حالة إحباط عند الأفراد، تتحوّل مع الوقت إلى أمراض نفسيّة.