رياضيون يطالبون بتفعيل الدور الاجتماعي لأنديتنا
العضوية العائلية.. الكنز المفقود
المصدر: دبي- عزالدين جادالله
غياب شبه تام للدور الاجتماعي لأنديتنا، مع أن هذا الدور ركن أصيل من نشأة الأندية الرياضية، حيث من المفترض أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز هذا الجانب.
. والمقصود بالدور الاجتماعي في هذا التقرير ليس المبادرات الخيرية تجاه المجتمع، لكن كيفية التفاعل مع كافة الأفراد بكافة جنسياتهم وفئاتهم وجذبهم للأندية من خلال تطبيق فكرة العضوية العائلية المعمول بها في عدد كبير من الأندية العالمية والعربية، حيث تفتح أنديتنا الباب أمام رب الأسرة وعائلته للانتساب إلى النادي واستغلال مرافقه مقابل دفع بعض الرسوم.
وإن كان العائد المادي سيكون ملموساً في الدول ذات الكثافة السكانية العالية، إلا أن الحال عندنا يتمثل في أن تكون أنديتنا متنفساً للأسرة، وأن تعج بالحضور الجماهيري وتعزيز الولاء والانتماء للنادي من خلال الانتساب لعضويته..
فعلى سبيل المثال يبلغ عدد أعضاء نادي برشلونة 180.000 عضو، ونادي ريال مدريد 60.000 عضو، والأهلي المصري 150.000 عضو.. ونستعرض في هذا التقرير آراء بعض الرياضيين في هذا الجانب.
غياب تام
في البداية أكد عبد الرحمن محمد نجم منتخبنا الوطني ونادي النصر السابق، أن هناك غياباً تاماً للدور الاجتماعي لأنديتنا، مع أن هذا جزء أصيل من تأسيسها.
مشيراً إلى أنه يؤيد تماماً فتح أبواب الأندية أمام الجميع حتى أبناء الجاليات الموجودة بالدولة، وألا تكون قاصرة على المواطنين. وقال: لو طبقنا هذا النظام فسنضيف شرائح جديدة للمجتمع وجماهير للنادي في يوم المباراة، ولك أن تتخيل أن فلاناً جاء مع عائلته لحضور مباراة ناديه المحبب، فكيف سيكون الحضور الجماهيري بالتأكيد سيتحسن.
وأضاف: كما أن هذه الخطوة ستزيد من الانتماء للأندية، فعلى سبيل المثال عندما يتواجد العضو برفقة عائلته ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع، فكيف سيكون الولاء والانتماء؟ فما بالك بوجود 200 جنسية بالإمارات.
وتابع: أنا مع هذا المطلب قلباً وقالباً وهي فكرة أكثر من رائعة وفعالة، وثقتي كبيرة في نجاحها لو تم تطبيقها.
بيئة طاردة
وقال فهد عبد الرحمن نجم منتخبنا الوطني ونادي الوصل السابق: إن أنديتنا أصبحت بيئة طاردة للجوانب الاجتماعية التي غابت تماماً عنها، ومن المفترض أن تعزيز هذا الجانب جزء أصيل من الدور المنوط بالأندية، وهذا الأمر مطبق على مستوى العالم.
مضيفاً: نتمنى أن تكون الأندية أماكن لتجمع العائلة بحيث يتمكن الأعضاء من استخدام المرافق مقابل اشتراكات رمزية، أما ما يطبق الآن من عضوية مقابل الجلوس والأكل ومشاهدة المباريات فقط فهذه فكرة مرفوضة ولا جدوى منها.
وأضاف: الجوانب الثقافية والاجتماعية غائبة عن أنديتنا والجانب الاجتماعي مهم جداً، بحيث يمكن للمنتسب للنادي ممارسة نشاطه الرياضي الذي يفضله وتقوم عائلته بانتظاره أثناء ذلك وتستمتع بالجلوس في النادي، لذا أؤيد تطبيق هذه الفكرة.
المقومات متوفرة
وقال محمد علي الغيثي المدير التنفيذي السابق لنادي النصر: أنا من أشد المؤيدين لهذه الفكرة، خصوصاً وأن نادي النصر من أكثر الأندية التي تمتلك مقومات النادي الاجتماعي بامتياز، نظراً للأنشطة والمرافق التي يحتويها إلى جانب الأجواء المحيطة وموقع النادي نفسه. وأضاف: لقد سبق وأن طالبت بتطبيق هذه الفكرة.
لكن حدث وتم تغيير مجلس الإدارة فلم ترَ الفكرة النور، لافتاً إلى أن التجمع الأسري في الأندية مطلوب، وللأسف لا وجود لهذا الأمر في أنديتنا الإماراتية مع أنها تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لأن تكون أندية اجتماعية بالدرجة الأولى.
وواصل: هناك العديد من الفوائد التي ستجنيها الأندية في حال تطبيق الفكرة وتحولها لأندية اجتماعية إلى جانب نشاطها الرياضي بالطبع، ومن هذه الفوائد العائد المالي الذي سيعود على الأندية من اشتراكات الأعضاء والرسوم السنوية والجلسات والمشاركات وتغيير الجو مع العائلة، والابتعاد عن الضغط النفسي.
استغلال المرافق
وتابع: أغلب الأندية تمتلك المرافق الرياضية المؤهلة للقيام بهذا الدور، ومعظم الأندية تمتلك حمامات سباحة على سبيل المثال وغيرها من المرافق، والقاعات الخاصة بالحفلات والزواج، علينا استغلال تلك القاعات بأسعار معقولة للأسر، وزيادة القاعدة الجماهيرية للنادي.
وتخصيص أماكن للعائلات في المدرجات لمن يريد أن يحضر المباريات، وتقديم الأكلات بين الشوطين وغيره من وسائل الترفيه وأنديتنا للأسف تعاني من غياب الجمهور.
وقال: هناك أعداد كبيرة من أبناء الجاليات مستعدة للحضور والمشاركة إذا فتحت الأبواب أمامها وتم تطبيق تلك الأفكار، وسبق وأن تواصلنا مع الجالية المصرية والسودانية وعرضنا عليهم إعطاءهم أماكن مخصصة ورحبوا بالفكرة، لكن لم يكتب للمبادرة أن ترى النور.
وأضاف: أعتقد أن الهيئات والمجالس الرياضية ليست مسؤولة عن هذا الأمر، بل بالعكس فإن مجلس دبي الرياضي يرحب بمثل هذه الأمور، لكن عملية التطبيق في يد إدارات الأندية التي تحتاج إلى قرار قوي، وللأسف الأمان الوظيفي غائب لدى مسؤولي الأندية.
حيث يرحل هؤلاء ويأتي غيرهم وهكذا تمضي الأمور، وهذا الأمر يتطلب ميزانية وتجهيز أماكن للعائلات ووسائل ترفيه وغيره، ولا بد من قرار يخرج من مجلس إدارة النادي وهي فكرة ممتازة جداً، وفرصة للتجمع العائلي.
عوائد مالية
وقال خالد إسماعيل نجم منتخبنا الوطني ونادي النصر السابق، من مسمى أي ناد رياضي هو «نادٍ ثقافي رياضي»، ومن المفترض أن الجانب الثقافي يشمل الجانب الاجتماعي الغائب عند أنديتنا، ولو تحقق فسيزيد من شعبية النادي والانتماء إليه.
فضلاً عن العوائد المالية من اشتراكات الأعضاء، وكذلك ظهور المواهب التي قد تكون غائبة عن البعض. وقال: المجالس الرياضية مطالبة بسن قوانين لتفعيل الدور الاجتماعي للأندية، وعليها أن تتبنى هذه الفكرة وتقوم على تنفيذها.