أيا قمراً شدا على شفا الوادي وهوى
ألم تدرِ أن فؤادي في الهوى هوى
ألم تدرِ أن العيشَ يابسٌ والروحُ دامسٌ
والماء يجري من تحتنا دون روى
مَن فاز في عشقٍ فقد عاف الغرائز
ومَن فاز بغريزةٍ خسر ولو بات فائز.
***
عيناكِ على مطلع الليل وآخره
والأرقُ يتفجّر بين الجفن ومدامعه
سؤلكِ هو غايةٌ لا مَطمعه ..
وثغركِ عصفورٌ فهل أُطعِمُه؟
أيا حُباً حبا بصدري منذ حبوي
ألا تتعطّف وتتلطّف وتدعني أجري
إن كنت عزمت النوى فقد أبخستني أجري
وإن كنت عزمت اللقا فأنا الغنيُ
ولو كان مهركِ نحري
لله درّكِ..فيا ليت شعري
ليتني أنضحُ شعراً غير هذا الكدرِ
فما البيان بمنصفك
ولا البدرُ لائقٌ لأشبّهه بك
إن كنتُ مظلوماً فما أنا بمفارقك
وإن كنتِ مُنصفةً فذلك من ندى قلبك
***
إن تدع الألحان تجري من ثناياكَ
تتحدرُ كينبوعٍ لو شققت فاكَ
هذا الهيام غمرني حتى غطى مفرقي
فعلى رسلك فلم أكُ أدرِي
أنك جبلت من صلصال زهرٍ وعطري
تطيّبتُ بيديك قبل أن ألقى خالقي
فالروحُ فارقتني إليك منذ رأتك
لكن عجبي لِمَ لم ترتقِ.