المُعَرَّبُ لغةً: مصدرُ عَرَّبَ؛ يقال: عَرَّبَ مَنْطِقَهُ؛ أي: هذَّبه من اللحن, ويقال: عرّب الاسمَ الأعجميَ؛ أي: تفوّه به على مِنهاج العرب وصيَّرَهُ عربيًا.
وعُرِّف عند القدماء بأنه:"ما استعملتْه العربُ من الألفاظ الموضوعةِ لمعانٍ في غيرِ لغتها" .
والجوهريُّ(إسماعيلُ بنُ حماد, ت393هـ) زاد قيدًا:"بأن تتكلم العرب بالكلمة الأعجمية على نهجها وأسلوبها".
أما عند المعاصرين فـ:"هو نقلُ اللفظِ الأعجمي إلى العربية, وليس لازما فيه أن تتفوه به العربُ على منهاجها كما قال الجوهري, فما أمكنَ حملُه على نظيره حَمَلوه عليه, وربما لم يحملوه على نظيره بل تكلموا به كما تَلَقَّوه".
واعلم أن الاستعانة بلغة الآخرين يُطلق عليها العلماء: (الاقتراض), وعرف بعضهم الاقتراض فقال: "إدخالُ أو استعارةُ ألفاظٍ أو غيرِها من لغة إلى أخرى" فبناءً عليه: التعريبُ جزء من الاقتراض.
من أقوالِ المعاصرين في التعريب:
يقول عبدُ القادرِ المَغْرِبي(ت1375هـ):"وهكذا نرى في الحديثِ وأقوال فصحاءِ العرب – جاهلية وإسلاما – كلماتٍ كثيرةً تَحْسبُها عربيةً, وليستْ سوى أعجمية تَسَرَّبَتْ إلى ألسنة أهل اللغة بواسطة المعاملة أو المخالطة. كما يتسرب إلينا في هذا العصر كثيرٌ من الكلمات الإفرنجية, ثم تَصْقُلُها ألسنتُنا, وتألفُها آذنُنا, وتَشيعُ بيننا, فلا نعودُ نتوقفُ في فَهْمها. ومن الجُمود والمكابرة أن نصادر تلك الكلماتِ ونحاربَها بكل قوة لدينا, مما لم يفعلْه أجدادُنا الأولون, بل كانوا يُرحبون بأمثال تلك الكلماتِ الدخيلةِ في لغتهم" فنجدُ المَغْرِبيَّ يتمسك بالمعرَّبات بقوةٍ ليرفُضَ حتى محاولةَ إيجادِ بديل عربي قديم, ويقول:"ولا يَحسُنُ منا أن نُهملَ تلك الكلمةِ أو نَبْغِيَ على مُسْتعمليها, ثم نغوصَ في أعماق القواميس لأجلِ البحث عن كلمة في العربية القديمة تقومُ مقامَها" .
ويؤيده إسماعيل مظهر(ت1381هـ) بقوله:"إن السلف الصالحَ لم يجدْ من سلاح يقاوم هجماتِ الشعوبيين وأهلِ العُجْمة, إلا تلك القواعد التي سوَّروا بها اللغة...إذن يكون مذهبُ القديم؛ أي مذهب المحافظين من القدماء ضرورةً اقتضتْها حالاتٌ اجتماعيةٌ وسياسية واقتصادية قامت في تلك الأزمان...ومالقيود التي اخترعها اللغويون إلا وسائل تَذَرَّعُوا بها إلى حفظ كِيان اللغة, ولاشك أن الوسائلَ تتغيرُ بتغيير الأزمان" .
ومجمع اللغة العربية القاهري - بعد نقاش مستفيض – انضم إلى قافلة المؤيدين للتعريب, ولكن قيَّده بالضرورة أو الحاجة, إذ جاء في قراره:"يُجيزُ المجمع أن يستعمل بعض الألفاظ الأعجمية – عند الضرورة – على طريقة العرب في تعريبهم" .