« أرجوحة القمر »
يا ارجوحة القمرِ عذراً .. فالقمر دامي .. ومتعثر ..
ماعدتي ارجوحة بيضاء .. فالاحمر طغى .. ومتنثر ..
ماعدتي نقية صافية .. فالشبى دمى .. ومتطشر ..
يا ارجوحة القمرِ عذراً .. فما عدتي ارجوحتي الفضلى ..
فلحنكِ الجميل انتهى .. وجمالكِ اسر .. وين المسك وذاك العطر
اي جمال لكِ .. واي حسن وسقطت شباب غار منها القمر واندثر ..
اي ريح واي مسك .. رائحة الدم انتشرت من وطن مدمر ..
وطغت هناك رائحة من الشهدا .. كانها العنبر .. لابل من المسك .. لا بل هي اعطر
وصرخت الطلقات قائلة تباً للحنكِ المنعر ..
واختفى وجودكِ يا ارجوحتى .. وغطستي بالوان .. وزالت الافنان ..
اختفى على قدراً من المسيل .. واي دم قد اسيل .. وهنا وجدت وصية لقتيل
اوصي وانا كلي فدا .. بدمي وعمري السرمدا
انا لا اريد وصية لعائلتي .. ولا لاطفالي .. ولا مالي .. ولا ولا ولا ..
سيرو بنهجي وعلى الطريق المستقيم .. فالدين هو الوطن القويم ..
فجاهدوا .. وعطروا الارض .. وانثروا الورد هنا ..
فهذا الاسد ( الوطن ) ليس لهم .. لنا .. لنا .. لنا ..
يا ارجوحة القمرِ عذراً .. ماعدتِ تهتزين كسابق عهدكِ القديم
فقمركِ الزاهي .. اختفى .. تحت السحاب ..
فكنتي كاروكاً يهز شمائلنا وكنتي بلسمنا .. وكنتي دعاءاً مستجاب
كنتي متكاً لطفل وام واب وبنت وشاب .. الان عدتي خراباً وما عاد لكِ جواب
زينتكِ تغيرت بلون غيومهم وها هي لكِ الاسباب ..
قتلوا البسمة على شفاه القمر ..
سرقوا اللقمة من فمه العطر ..
جرحوه .. طعنوه .. وبسهم حقدهم اصابوه ..
يا أرجوحة القمر عذراً .. امسحي ما قلته سابقاً واكتبي الاتي :
الاسد جريح .. والاشبال تنعى .. وبين هنااا وهناك
وقفت الاشبال وكسرت القيود والاغلال .. وقالت كلمتها ..
نعم نختلف ببشرتنا .. بدمائنا .. بطائفتنا .. بعرقنا .. بمحافظتنا ..
ولكننا نعود .. لوطن واحد .. ورب واحد ..
نحيا معاً .. نموت معاً .. وطوي نطوي المحن ..
يا ارجوحة القمرِ مهلاً .. سأقولها ودموعي وصلت ضلوعي
لن ننسى ابطالنا .. وماقدموه .. وماضحوه ..
سنزف لهم البشرى اليوم او غدِ .. وكلِ امل
سنجعلهم فرحون وهم في لحدهم .. سيسمع العالم الاطرش اطبال فرحتنا ..
سنفهم العالم اهداف ثورتنا ..
يا ارجوحة القمرِ .. ستعودين ستغنين سترقصين
سنتسامر كعهدنا ونتبادل الزهور ..
سيعود لحنكِ المبجل .. وجمالكِ المعسل
وستزهرين .. ونراكِ ابيض من الثلج .. ومنتعشة من الرج ..
سترزقين بالاطفال والعوائل .. من الاواخر والاوائل
بقلمي
أحمد الكرعاوي
17-11-2019