بقي مدافعا عن الجميع من شمال الوطن الى جنوبه
ولم يرغب إلا بسكن في زوايا المدينة القديمة بجوار جده علي ابن ابي طالب عليه السلام،
"دالاي لاما الشيعة" كما اطلقت عليه الصحافة الاوربية من لقب لمكانته ودوره الكبير في كثير من التحولات السياسية
بعد تغيير النظام عام 2003 ، وامتداد مرجعيته الدينية .
المرجعية العليا التي تتمثل بالسيد علي السيستاني الذي يعد اكبر الشخصيات النافذة في العراق
وصمام الامان لكل اطياف مجتمعه، لم ينزلق في متاهات الأحداث كما اراد البعض،
إذ لم يتخذ قرارات ارتجالية آنية تكون كرد فعل على مآلات الأحداث الخطيرة،
بل بقي على الحياد والموضوعية والوقوف بمسافة واحدة من الجميع دون استثناء وكان رد فعله متزنا وحذرا وعقلانيا
تجاه أي حدث وان كان خطيرا جللا كحدث تفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام
ولمرتين وما جر هذا الحدث من ويلات على الشعب العراقي
ووقوع الكثير وانزلاقهم في مطب التنازعات والتجاذبات والتخندقات المذهبي
ة والقومانية والمناطقية كادت ان تتحول الى حرب اهلية طائفية طاحنة
تودي بالبلد لولا حكمة السيستاني الذي كان له القول الفصل في التهدئة ووضع الامور على السكة الصحيحة
وعدم انفلاتها .
اليوم يعاني السيستاني من ضغوط شديدة بسبب ما وصل اليه الشارع العراقي،
وتعتبر هذه الضغوط السبب الرئيس بتراجع صحته بحسب ما أكدته تسريبات من مكتبه بالنجف الاشرف،
على خلفية اهمال وتهرب الطبقة السياسية والاحزاب لما ورد من تحذيرات في خطاباته
بما يخص المظاهرات التي انطلقت منذ واحد اكتوبر ضد الفساد في الدولة واستحقاقات الإصلاح الحقيقي .
سؤال يجول في خاطر كل عراقي .. ماذا لو فقد العراق شخصية كالسيستاني
خاصة ان النجف الاشرف استعصى عليها ايجاد شخصية مناسبة وقوية كشخص السيستاني،
فكيف سيكون حال العراق، بعد ان مثل الاخير صمام الأمان الذي عز وجوده على الساحة العراقية
الحبلى بالأحداث ذات التاثير الخطير على كافة الأصعدة المجتمعية منها او المذهبية او الدينية او السياسية وغيره
وفي وقت تخندق سياسيو العراق ونخبه وراء كتلهم وأحزابهم ومكوناتهم وراء هوياتهم الفرعية
وجيروا كل شيء لمصالحهم الفئوية الجزئية الضيقة، وعز ايضا وجود رؤية وطنية شاملة
تقدمها النخب العراقية التي تمثل طيفا واسعا من اطياف الفسيفساء العراقي المتجانس ؟
ولهذا ولغيره فقد كانت مرجعية الامام السيستاني لوحدها صمام الامان الواقي الذي حفظ العراق دولة وشعبا .