المولد النبويّ: الإحياء الأصيل
نادر الخاطر 15 / 11 / 2019م - 5:26 م
المقال ربما يحمل من مفردات لا يستطيع المناقشة بمولد خير خلق الله كلّهم النبي الأكرم محمد فالعلماء المشايخ الأفاضل لهم النصيب الأكبر في المناقشة بمولد النبي محمد ﷺ، لكن ربما المقال يشير إلى جزء بسيط من كيفية إحياء هذا المولد العظيم، البعض يتعامل مع هذه المناسبة في احتفال وإقامة أهازيج وتوزيع البركة من الأكل وصلة الأرحام وزرع السعادة على الأهل والأطفال، كذلك تجديد العلاقات مع الأصدقاء من التكافل وبعض العادات الهادفة مما تحمل من إيجابيات اجتماعية، فهذا النشاط جميل ويسعد آل محمد في صلة الأرحام وإكرام الضيوف وخلق الابتسامة إلى الأطفال.
الاحتفال أبعد من هذا وربما لا شك الأغلبية لهم هذا البعد لكن للتذكير، علينا بأن نقطف الثمرات الناضجة من شخصية النبي محمد ﷺ ونحن نستمع إلى المولد الشريف، لو عملنا برمجة إلى بعض العينات من مجتمعنا نرى انحدار في المستوى الحضاري، وتجاوز إلى الإشارة الحمراء وليس المستوى الحضاري كما يتعامل به الغرب بل المستوى الحضاري في مضمار سيرة النبي والقرآن الكريم.
العذر والسماح منك القارئ العزيز، في استعراض بعض الأمثلة التي نعيشها في واقعنا المتدحرج نحو عدم احترام الآخرين من بعض الفئات، كنت في المطار اقطع تذكرة الصعود للطائرة واقفاً في المسار «الطابور»، شخص أتى واخترق الطابور، وعندما أخبرنا الموظف المسؤول ولكنه لم يعارض المتجاوز واصدر له تذكرة الصعود للطائرة، كذلك في احد المطاعم ننتظر في الطابور وفجأة رأيت جماعة من 3 أشخاص تقدموا على من في الطابور بدون استئذان ومع ذلك الكاشير حاسبهم وناولهم الطلب، هذه الفوضى من التصرفات يستحي من أن يعملها من يدعي حب النبي محمد ﷺ ويحيي المولد الشريف.
عمود المقال: مولد النبي ﷺ يستذكر السماحة والتطور وعدم خرق النظام، فنحن يجب أن نكون يداً واحدة فبالتعاون والخلق الكريم نستطيع أن نوقف الفوضى والمتجاوزين على حقوق الآخرين، إحياء مولد النبي ﷺ بالاستلهام من الرحمة التي تشمل ارتقاء وتطور الفرد وأبعاده عن الفوضى، أليس ينبغي لبعض الفئات بأن تنطلق إلى الإنسانية والرحمة وتطبيقها في حياتنا كما أراد النبي الكريم، حيث أن أمة النبي الكريم هي النور والحق ورائدة الكرامة، كما قال الشاعر شوقي في وصف مولد النبي:
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ *** وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ *** لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
مبارك على الأمة الإسلامية مولد النبي ﷺ، وان شاء الله إلى منطلق التكافل بين الأمة الإسلامية.