وإذا الشدائد اقبلت بجيوشها
من كل شمطاء الجبين محجل
والخير ادبر والشرور تقاطرت
والليل اظلم لاصباحه ينجلي
والحزن اعمى في القلوب بصائرا
فالصبر من كل الخصائل انبل
فاصبر على حكم القضاء وراضيا
بما تؤوب من المصائب تنزل
فلرب نازلة يضيق بها الفتى
وتكون عند الله اكرم منزل
يؤجرك ربك ان تنال ثوابها
صبرا جميلا إن حسبت توكل
ولقد بليت من المصائب جلها
فغدوت في كل الهموم مسربل
من كل نازلة تزاحم اختها
فينوء من عظم النوازل كاهلي
مني غلاما في الشقاء ويافعا
ادركت كم حجم الشدائد احمل
حتى إذا بلغ المشيب لمفرقي
واصبت من غدر الزمان نوازل
لم استكن ولما تهون عزيمتي
وانا الذي ركب الثرية يعتلي
امجاد من حفظ المكارم كلها
وتراني في ساح الاحبة اعزل
اخفض جناحا للورى من قوة
ماكنت يوما في الحياة معنصل
اكرم من وطئ التراب بساحنا
لم القي بالا للوشاة عوازل
لكن دهري قد بلاني بظلمه
ومنيت شرا فاق كل تحملي
فغدوت عن تلك المرابع والحمى
ونويت عن تلك المضارب ارحل
وسرت بنا ارض الغريب رحالنا
فشربنا من كأس المذلة حنظل
تبا الى تلك الحياة وذلها
من عاشر الانذال عاش تذلل
لن ارضى ذلا ماحييت بدنيتي
فالموت من دون الكرامة اجمل
يأبى فؤادي ان تذل كرامتي
ويكون من دون الثريا منزلي
ابو عبدو الادلبي