بلغت الثلاثين من عام جرحي
وقفت على هامش من هوامش نفسي
أحدثها بالحديث المتمتم تأبى
وتمضي ،وتصغر في الظلمات ظالمتي
وتترك جسمي كقبر بلا ميت
كمحفظة من أديم بجيب فقير ،وحتى متى ؟!
كصندوق حظ بداخله ما يسر العيون
وأجمل شيء لهم يأخذون
وأبقى ليؤخذ مني
وفقت كما كنت متكأ مسندا نصف ظهري
وساقي طويت عليها
فهمتم؟
سأفهمكم
على سروة نصف ميتة
أعيد أذكركم إن أردتم تخيلها لا شبيه لها غير جسمي
وجسمي كصبارة نبعها صخرة بين السما والهوى في جبال الصحاري
لشدة ما صبرت زينت نفسها مثل زهر الجنان بشوك
أصاحب بائع مسك كصاحب بائع كير ؟
ورمل الصحاري كرمل البحار؟
وقفت أعيد لذاكرتي ما مضى
أفتش رف السنين الخوالي
لبنت مراهقة جننتني جنونا بذوق
مراهقة عرفتني بهذي الحياة
كأني رضيع دخلت إليها
مراهقة علمتني
أعيد ذبول شبابي ورونقه
وكيف أعود لبيتي سعيدا
وكيف ...وكيف
يطول الحديث عليها
وقفت لعل تمر فأرضا وأظن ترضا
وقفت قبيل طلوع الصباح ،وحتى المساء
فإني حبيس وفائي
تعود الطيور لأعشاشها كي تنام
وطير اليمام رآني
فهم يغني
مراهقة قد عشقت
أما قد علمت بأن غرام مراهقة مثل نقش بماء ؟
كبرت صديقي وما بالنساء فقهت
أظن بأن الليالي سهرت؟
أظن قرأت رسائلها أو مرارا أعدت قراءتها ؟
أظن بكيت وأنت تضم تصاويرها؟
حملت حصى تحت رجلي رميت اليمام ليغرب عني
وعدت لأكمل فن الوقوف
وبعد مرور شهور
تمر بقربي فرحت كثيرا
فأشرق وجهي
ولألأ دمع بعيني
وأُضحك سني
وما عاد ساقي المساق لأقداره قادر للثبات
فقلت صباح اللقاء الجميل فتاتي
ترد علي بوجه الغريب لقاء الغريب أتعرفني ؟
مصطفى عيسى