لاأكتب من أجل بلد أخر، ولاضد بلد آخر، وأكتب من أجل الإنسان في كل مكان فالهموم واحدة، والعذابات متشابهة.
مامن شك في حجم، ونوع العداء بين إيران والسعودية، وحجم التأثير الذي تفرضه تلك المعادلة على وضع المنطقة وشعوبها،
والإستقطاب الحاد الذي عليه النخب والمجموعات السياسية والفكرية التي تتخذ المواقف وفقا لإرتباطات محددة،
وربما علاقات عقيدية تفرض حضورها في الوجدان والعقل الجمعي،
وعلى مئات المنصات والقنوات الفضائية والصحف والإذاعات إدارة مقيتة لهذا الصراع..
فهناك من لاهم لديه سوى شتم إيران، ووصمها بكل سوء ومنقصة، وربط الإرهاب وتوابعه ونتائجه بها،
وهناك من لاهم له سوى شتم السعودية ووصمها بكل سوء ومنقصة، وربط الإرهاب وتوابعه ونتائجه بها.
السباق بين إيران والسعودية على أشده لتكوين جماعات ضغط سياسية وإعلامية لتوجيه الرأي العام
بمايلائم طبيعة توجه كل بلد منهما وفقا للعقيدة السياسية والفكرية، وهناك ميل الى تحريك الجماعات المسلحة،
والسعي الى تطبيع الأوضاع في المنطقة وفقا للرؤية التي يعتمدها طرفا الصراع الذي لايحتمل التشكيك في حقيقته
ووجوده وتاثيره الصادم في المنظومتين العربية والإسلامية، ومايجره من تداعيات تتداخل فيها المشاكل والتحديات
التي يفرضها التدافع الغربي وفي المقدمة منه أمريكا على الشرق الأوسط، والمنطقة العربية.
لكل طرف، ومن يتبعه، ويؤمن بتوجهاته ملايين البراهين واالأدلة على بطلان حجة الثاني،
وسيبهتك كل مدافع عن طرفه بمالديه من تلك الحجج، مستهلكا الوقت والجهد ومساحات من التغطية الصحفية
التي لاتنقطع، وتكاد تستمر على مدار الساعة، وتشغل الرأي العام وتحيله الى مجرد مجموعات بشرية موجهة غير فاعلة،
ولاتكاد تتلمس طريقها، ولاتهتدي سوى الى التنابز والتغامز والتلامز،
ثم لايقتنعون بالوسطية والإعتدال والتمهل في إطلاق الأحكام التي تزيد الطين بلة.
للذين يدافعون عن إيران: والله فاهمكم ومقدر همكم،
وللذين يدافعون عن السعودية:
والله فاهمكم ومقدر همكم..
لكن أبحث عن السيد العراق الذي شتته الأهواء،
وتزعمته فئات وهيئات وصفات وزعامات فلم أعد اتفهمه، فأين العراق في كل هذا يرحمكم الله؟