مؤسّس النحو العربي
الإمام عليّ عليه السلام
عن أبي الأسود الدؤلي قال: دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام، فرأيته مُطرقاً مُتفكراً، فقلت: فِيمَ تفكَر يا أمير المؤمنين ؟ قال: إنَي سمعتُ ببلدكم هذا لحناً، فأردتُ أن أصنع كتاباً في أصول العربية، فقلت: إنْ صنعتَ هذا أحييتنا، وبقيتْ فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد ثلاث، فألقى إليَّ صحيفة فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف؛ جاء لمعنى،
والاسم: ما أنبأ عن المسمّى.
والفعل: ما أنبأ عن حركة المسمى.
والحرف: ما أوجد معنى في غيره.
وفي بعض المصادر: والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل.ثم قال لي: تتبّعه وزِدْ فيه ما وقع لك؛
واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة:
ظاهر ومضمر وشيئ ليس بظاهر ولا مضمر، وانَما تتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر، ولا مضمر.
يقول السيّد علي البهبهاني (قدّس سرّهُ الشريف):
الرواية مشتهرة بين أهل العربية اشتهار الشمس في رابعة النهار؛ فيغنيني عن تحقيق إسنادها مع أنَ سطوع نورها، ووقود نارها، واشتمالها على نفائس أسرار قد خفيَ جلُها على الجلَ، بل على الكل، ينادي بعدم صدورها إلا من عين صافية، فينبغي تصحيح إسنادها بمتنها لا متنها بإسنادها.