**152**كما تنعصر غيمة بالمطر
1**كان يفعل كل شيء ،،لا تحاسبه نفسه ،،ولايحاسبه أحد ،،،يفعل الإثم والذنب بلا ألم ،،،،،وفي آخر العمر ،،لقيته ،،ينعصر ألما ثم يذرف دمعه كما تنعصر غيمة بالمطر ،،،قلتُ له : لم تكن كذلك ،،،كنتَ جافّا ، لو عصرناك لا يخرج منك قطرة ،،،! فما الذي ملأك بالدمع ،،قال: لكلّ إثم زمان حساب ،،،في أوّل عمري لم أكن أعرف معنى الخير والشر ،،،وكنتُ أحسبُ الخير هم خير نفسي ،،مهما يكن ثمنه ،،وممّن يكن آخذه ،،،،! وعرفتُ أنّ الخير هو خيرنا جميعا ،،حين نكون كلّنا أمناء ،،نعيش بسلام ،،ولو كان فينا واحد فقط خائنا ،،لا نعرن أن ننام ،،،،
.
وكنت أعتبر الشرّ هو كلّ ما يضرّني ،،،! وعرفتُ أنّ الخير قد قسمه الله بيننا جميعا ،،وأنّ الشرّ هو ما يضرّنا جميعا ،،،،،،! فالكذبُ ربما لا يضرّني ولكن يضرّنا جميعا ،،،والسرقة والزِنا وكلّ اثم ،، ربما لا يضرّن ويضرّنا جميعا ،،،،بهذه الآثام كلّها ،،،لا نعيش بسلام ،،!
.
،،ووالنفس التي تعرف ،، هي التي تتألّم ،،ويسحقها الإثم ،،فاليوم أنا عرفت ،،بعد إثمي بعشرين عاما ،،أنّني كنتُ آثما ،،ولكلّ إثم عقاب وحساب ،، وها أنا أُسحَقُ وأتعذّبُ بنار ألمي ،،،،قلتُ : صدق الله : " كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " ….ولكن ّ أنا سا يمضي عمرهم جميعه ،،،ولا يحاسبون أنفسهم ولا يحاسبهم أحد ،،،اؤلئك هم الذين ينتظرهم الله ،،،،ليطهّرهم كيف يشاء ،،،
2****
**،،،لولا الأناتيّة ،،ما ذاق الجوع والفقر أحد ،،،،،،،ولما كره أحدٌ أحدا ،،،الأنانية فقط هي شرّنا ،،،،،،،،،،،وقضية صراعنا في الأرض هي :- هذا لي وليس لك - ،،،،،،،،،،لولا الأنانية لكنّا كالملائكة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،بسعادتنا ،،،،،،،،ولكنّ الأنانية هي حافز للعمل ،،فأقول : خذ لنفسك ،،ولا تنسَ أخاك ،،،كي يصير هذا العالَم أجمل ،،،فإذا عملتَ لنفسك بسبب أنانيّتك ،،،فسوف تعمل لأخيك لأنّ الله طلَبَ ذلك ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
3**نظر الى سهول بلاده الجميلة وقال ،،،: أنا ليس لي شيء فيك ،، ،،فأنا سأموت ،،! ولولا أنّ لي ابنا أريد أن يعيش ،،لما فهمنا معنى الأوطان ،،،الأوطان مكاننا ،،أنا ومن يأتي بعدي ،،،يرثون الأرض والطريقة ،،وأماننا وسلامنا ،،،
4**لأنّ الحياة ليست في رغيف الخبز فقط ،،! هي أنّي أرى الحياة وأسمعها ،،وأرقبها ،،بعقلي بقلبي ،،موجود فيها ،،رغيف الخبز يُبقي جسمي هذا قائما بلا تشقّق ،،مسكنا لروحي وعقلي وسمعي وبصري ،،،مسكن آلتي التي تفهم عمل الله في الحياة ،،كمزهرية بلا شقوق ،،،تحفظ ما فيها من زهور ،،،،،،،مليئة بروائحها الغنية وجمالها ....نحن ننظر الى الحياة من نوافذ حبسنا في هذا الجسم فننسى تعبنا وفقرنا وحزننا ،،نحن خرجنا من قبورنا ليلا ،، نجوس الحياة ساعة ونعود ،،،ورغيف الخبز ،،هو الذي يُشغلنا عن الحياة أصلا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،لأنّ نصف عمرنا يذهب في سعينا اليه ،،وذلك المسكين الفقير أكثر منّا عمرا في مراقبة هذه الحياة ،،،،
عبدالحليم الطيطي