قطار الروح
يُطِلُّ من كوة الأحـلام غُيَّابُ
كأنهم في قطار الروح رُكَّابُ
الشـوق بعثر ما ضمته ذاكرتي
من لؤلؤٍ في خيوط الحلم ينسابُ
هم جَسَّدوا الصوت زهراً في حدائقنا
لم يعصروا الحرف لكن سال جلاَّبُ
كانــوا نجوماً إذا غَنَّوا حكايتهم
أصغى المساء وقلب البدر وَجَّابُ
كـانوا ولم تدرك الأنخاب نشوتهم
صبوا الكؤوسَ... وقالوا نحن أعنابُ
كنا اتساق الهوى في وهج صحوته
للقلب إن عصـف الإحساس أسبابُ
كم يضرب الشوق في صدري زلازله
إذ يسـأل النبضُ: هل قد عاد أحبابُ؟
كم يرجف الحلم إن مَرَّتْ مراكبهم
تـجرها من خيول الشهب أسرابُ
فأرتجي الشهب هل تمضي على مَهَلٍ
ينتابني ما لذاك الحـــــلم ينتابُ
أسـقي ورود المنى آمال عودتهم
فتصفع الخدَ كفُ اليأس قد غابوا
هم حَمَّلوني فؤوسَ القهر إذ رحلوا
كأننـــي لجذوع الحزن حَطَّابُ
هـم لَقَّنوني لغاتِ الدمع في كتبي
فالدمع طبعٌ لصبر الروح غلاَّبُ
عرفت عمر الأسى من يوم نشأته
كأننــي لصغار الحزن عرَّابُ
معاً نسجنا خيوط العمر أشرعةً
هم أبحروا قبلنا فالموت خلاَّبُ
بقلم الشاعر الأمير نزار