شكراً لموقع الفيسبوك، لأنه أزاح الغمة عن عيون هذا الشعب المغرّر به، بعد أن حاولت القوى الإمبريالية
ومعها أصحاب الأجندات الأجنبية الصيد في الماء العكر في قضية حجب مواقع التواصل الاجتماعي
فقد نشر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي رسالته إلى الشعب العراقي عن طريق الفيسبوك
في الوقت الذي لا تزال فيه وزارة المواصلات تحجب مواقع التواصل الاجتماعي
وتتعوذ بالشيطان من الفيسبوك، وتتمنى انقراض الواتساب والانستغرام.
آسف، نسيت أن أخبركم أن النسخة الحديثة من قاسم عطا.. وهو السيد الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة عبد الكريم خلف
ينشر بياناته الكوميدية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي “العميلة
حيث يبدو أن هناك حالة غرام بين الناطق وبين مواقع التواصل الاجتماعي التي يحرمونها على الناس
ولهذا فهو يصر على أن يهل علينا كل ساعة ، مرة من خلال تغريدة ومرة منشور في أحد المواقع ومرات بالصوت والصورة
ورغم كثافة الحضور الإعلامي للسيد الناطق فقد ثبت بالدليل القاطع أن أحدا في العراق لا يثق على الإطلاق بتصريحاته،
بدليل أن معظم الأحداث الأمنية التي تعصف بالبلاد يعتبرها الناطق مجرد مؤامرة وأن الحكومة تعاملت معها،
وهكذا خرج علينا قبل ساعات من كتابة هذا العمود ليقول إن: “مجموعات عبرت جسر الأحرار،
وقواتنا اتخذت الإجراءات الضرورية ، وكانت هذه الإجراءات التي لم يذكرها السيد الناطق
قد تسببت باستشهاد خمسة شبان وجرح العشرات.
إذن ليس علينا إلا أن نسمع ونطيع، فقد تصور السيد عبد الكريم خلف أن شباب التظاهرات من السبايا والعبيد في مملكته،
ليس مطلوبا منهم سوى الاستماع إلى تعليماته وتنفيذ ما يأمر به، وأن يقولوا له بصوت واحد: سمعاً وطاعة يا مولانا.. أعطنا يدك لنقبلها.
السيد خلف لا يريد أن يقتنع بأن تغيّرا قد حصل في العراق، وأن تماثيل “قائد الحملة الإيمانية”
قد أزالتها الدبابات الأميركية من الوجود، فهو مثل كثير من السياسيين والمسؤولين ينظرون إلى العالم من خلال عقولهم الضيقة،
يتحدثون عن الديمقراطية من على شاشات الفضائيات، لكنهم في الخفاء يعيدون بناء جمهورية الاستبداد والخوف،
يريدون أن يظل العراقيون مسلوبي الإرادة، يعيشون خائفين من الحكام. ما حدث خلال احتجاجات تشرين
يفضح مخططات عبد الكريم خلف ومن معه، ويثبت للجميع أن الحكومة لا تضع الخطط لحماية الناس،
ولاتسعى إلى مطاردة الفاسدين ومحاصرتهم، وإنما خطتها الأساسية تحويل بغداد إلى إمارة تحكم بصولجان عادل عبد المهدي
وتصريحات عبد الكريم خلف ، وإلا ماذا نسمي ما جرى تحت سمع وبصر الحكومة ومباركتها؟..
ماذا نسمي تهديدات الناطق بفض الاعتصامات بمنجنيق عادل عبد المهدي.