تعريف الإملاء والترقيم والهدف منه
الإملاء:
هو ذلك العلم الذي يعنى بالقواعد الاصطلاحية التي بمعرفتها يحفظ قلم الكاتب من الزيادة والنقصان، ويهتم بأمور محددة: (منها كيفية كتابة الهمزة في أول الكلمة ووسطها وآخرها)، وكذا الألف اللينة، ويفرق بين (التاء المربوطة والمبسوطة) كما يهتم بالأحرف التي تزاد والتي تحذف من الألفاظ، والتنوين وأنواع اللام إلى غير ذلك من أمور ترقى بمستوى الكاتب إلى الصحة اللغوية المنشودة بحيث تخلو كتابته من الأخطاء الإملائية التي تشيع في كتابات الدارسين والمثقفين.
*وقديما قام علماء الكوفة والبصرة بوضع قواعد الخط القياسي، وهو(الخط الذي جرى على العادة المعروفة وهو الذي يتكلم عليه النحوي
"ويسمى الرسم الإملائي" وهو مستمد من رسم المصحف، ومن علمي النحو والصرف).
أهداف تدريس الإملاء:
ولهذا الفن من العلوم أهمية خاصة في اللغة العربية؛ وذلك لما يترتب عليه من تغيير في صورة الكلمة، الذي يؤدي بدوره إلى تغيير في معناها، ولعل من أهدافه:
1- أن يتمكن الدارس من رسم الحروف والألفاظ بشكل واضح ومقروء، بمعنى أن ينمي المهارة الكتابية عنده.
2- أن يكون لديه القدرة على تمييز الحروف المتشابهة رسماً بعضها من بعض، بحيث لا يقع القارئ للمادة المكتوبة في اللبس بسبب ذلك، وهذا الأمر يتطلب إعطاء كل حرف من هذه الحروف حقه من الوضوح، فلا يهمل سن الصاد والضاد مثلاً أو يرسم الدال راء أو الفاء قافًا، كما لا بد من وضع النقاط على الحروف في مواضعها الصحيحة .
3- أن يكون قادرًا على كتابة المفردات اللغوية التي يستدعيها في أثناء تعبيره الكتابي، ليتاح له الاتصال بالآخرين من خلال الكتابة السليمة الصحيحة لغويًا.
4- أن يتحقق التكامل في دراسته اللغوية بحيث يخدم الإملاء فروع اللغة الأخرى.
5- أن يتحسن أسلوبه الكتابي وتنمى ثروته اللغوية بما يكتسبه من المفردات والأنماط اللغوية من خلال نصوص الإملاء التي تدخل في إطار التطبيق.
6- تنمية دقة الملاحظة والانتباه سواء في الكتابة أو النطق وكذلك عند الاستماع.
*الترقيم: علامات الترقيم أو الوقف هي مجموعة من الرموز والعلامات التي تعد جزءا أساسيا من الكتابة، حيث تساعد على بيان العلاقات المنطقية بين أجزاء الجملة من ناحية، وبين الجمل وبعضها بعضا من ناحية أخرى، إذ تقوم بدور المحطات في قراءة النص، فتسهل قراءته وفهمه، كما تؤدي من خلال دورها البارز في الإسهام في ترتيب الأفكار ومنع اختلاطها وتزاحمها، ولا شك أن الترقيم يعد لغة داخل اللغة؛ لأنه يعوض إلى حد ما غياب انفعالات الكاتب الصوتية والحركية والتعبيرية، وكأن الكاتب يصطحب القارئ شعوريا، فيعلم عند وصفه علامة الاستفهام أنه يستفهم، وعلامة التعجب أنه يتعجب، والاستفهام التعجبي أنه لا يتساءل، وإنما يستفهم متعجبا، وهكذا.
وتتصل علامات الوقف والترقيم بالرسم الإملائي اتصالا مباشرا فكلاهما عنصر من عناصر التعبير الكتابي، وكما يختلف المعنى باختلاف رسم الحروف إملائيا في الكلمة فإن المعنى يختلف أيضا إذا أسيء استخدام هذه الرموز بين الجمل وأبعاضها، فهي توضع بين أجزاء الكلمات أو الكلام المكتوب لضبط معانيه، أو لتحديد نبرة لهجته عند قراءته جهرا، لاحظ هاتين العبارتين :
ولكن عليا قال : أخي لا يمكن أن يكذب (القائل علي)
ولكن عليا- قال أخي- لا يمكن أن يكذب (القائل أخي)
والذي يبين الفاعل هنا هو استعمال علامات الترقيم، التي تكاد تخلو منها كتابات الدارسين وطلاب العلم اليوم.
الدكتور جمال عبد العزيز أحمد