سئمتُ الزادَ بعدَكِ والشرابا
فقد بلغَ العذابُ بيَ النِّصابا
خشينا اللهَ في خطأٍ تمادى
وبات القلبُ ممتلئاً عِتابا
رأينا في لهيبِ البُعدِ حَلّاً
ولكنْ في النوى ازددنا اقترابا
ولو أرخى الزمانُ لنا زماماُ
لجاوزنا لِمَا نهوى السحابا
فتحتُ إليك صدري كي تنامي
وأغلقتُ الضلوعَ عليكِ بابا
ولو أني ملكتُ البحرَ دُرّا
وأُعطِيتُ الجواري والكِعابا
فلا واللهِ لا أرضى بديلاً
فدونكِ أُبصِرُ الدنيا سرابا
ولو أنَّ الأمورَ تسيرُ طوعاً
لصَيَّرْنا النجومَ لنا رِكابا
ولكنّ القلوبَ لها اتساعٌ
فإنْ فاضت تُساقينا عذابا
إلهي قد خلقتَ لهنَّ حُسناً
يُعيدُ لكلِّ مَن شاب الشبابا
فكيف نرى الجمالَ ولا نبالي
وهذا الحسنُ يُفقدنا الصوابا
سأبقى في مدى عينيكِ طفلاً
يداعبُ تحت معطفكِ الثيابا
غرامي فيكِ ليس له حدودٌ
وإني منكِ أنتظرُ الجوابا
فهل تجبُ الزكاةُ على فقيرٍ
غدا بهواكِ يمتلك العُبابا
على خديكِ وردُ الروضِ يزهو
وبينهما شرابُ الوردِ طابا
وفي عينيكِ ألفى ألفَ كنزٍ
فكيف يبيعُ بالتبرِ الترابا
حبيبكِ لن يتوبَ،وليس يُصغي
ولو عن كل ما يهواه تابا
وهبتكِ مِنْ زكاة الحبِّ روحا
وقلبا تحت سِحرِ نداكِ ذابا
فيا رباه هَبْنا بعضَ صبرٍ
لنتجتازَ المتاعبَ والصعابا
صبحي ياسين