الخيماء علم وهمى قديم يرمى إلى تحقيق غايتين: تحويل المعادن إلى ذهب، و أكتشاف الأكسير وهو مركب من شأنه حماية من يتجرعه الموت.
أما الكيمياء فعلم بأصول يرمى إلى أكتشاف الأجسام و معرفة خصائصها الذاتية، و خصائصها متفاعلة مع غيرها، وكيفية الأنتفاع بها و أتقاء أضرارها. و الكيمياء هى وليدة الخيماء، فالخيميائيون، خلال قيامهم بتجارب لا تقوم على أصو علمية، كانوا يعثرون على مركبات أصبحت فيما بعد أساساً لعلم الكيمياء. وإذا كانت الخيماء قد عجزت عن تحقيق أهدافها، فأنها أدت خدمة كبيرة للإنسانية بتمكين أصحابها من أكتشاف علم الكيمياء. و العرب هو الذين قاموا بعملية التحويل هذه، بعدما أعملوا العقل فى العلوم القديمة و نبذوا الأوهام، وبعدما جعلوا التجربة ضرورة لا يقوم مقامها بديل فى هذا الحقل.
أما أهم الإنجازات الكيميائة عند العرب هى :
- أكتشاف حامض النتريك، وهو حامض قوى واسع الأستعمال فى صناعات مختلفة.
- أكتشاف حامض الكبريت، وهو أحد الحوامض القوية.
- أكتشاف الصودا الكاوية، وهو جسم أبيض كاو يستعمل فى صناعة الصابون و الصوديوم وسوى ذلك.
- أكتشاف الزرنيخ وهو جسم يتصعد بحرارة 400 درجة مئوية، و إذا ما تأكسد يصبح ساماً.
- أكتشف العرب الكحول وحضروها اما مباشرة من المواد السكرية و أما بطريقة غير مباشرة تقوم على تحويل المواد النشوية إلى مواد سكرية. فالعرب عرفوا إذاً
" التخمير".
- إيجاد وسيلة لفصل الفضة عن الذهب، و تعيين عيار الذهب فى السبائك و الحلى، و ذلك بواسطة الحوامض القوية.
- تصنيف الأجسام الكيميائية و تقسيمها إلى معدنية و نباتية مشتقة، و جعلوا انواعاً لكل قسم.
و لم يكتفوا الكيميائيون العرب بالاكتشافات الكيميائية، إنما أستخدموها بالتطبيق العملى، كصناعة الفولاذ و تحضير الأدوية و العقاقير الطبية، ودبغ الجلود، وتحضير العطور، و غير ذلك. و العرب هم أول من أدخل صناعة الورق إلى أوروبا بعد ما أنشأوا مصانع كبيرة فى الأندلس و صقلية، كما أستعملوا أدوية يطلى بها الخشب لمنع أحتراقه.