تتسبّب النشاطات البشرية بتغيير مناخ الأرض بمعدّل أسرع بـ 170 مرّة من القوى الطبيعية، وهذا ما دفع مجموعة من العلماء إلى اقتراح الإعلان عن حقبة جديدة تُدعى "الأنثروبوسين"، وهي بداية التأثير البشري الكبير في جيولوجيا الأرض والنظم البيئيّة، بما في ذلك التغيُّر البشري المنشأ للمناخ، وتخطّط لجنة العلماء إلى تقديم اقتراحٍ رسميّ للعصر الجديد بحلول عام 2021 إلى اللجنة الدولية للطبقات (ICS) التي تشرف على المخطط الزمني الجيولوجي الرسمي.
خلال الـ7000 سنة الماضية، كانت القوى الطبيعية الدافعة للتغيير هائلة، من تغيُّرات في الكثافة الشمسية وتغيُّرات طفيفة في حدود المدارات، إضافة إلى البراكين، وقد دفعت هذه القوى إلى تغييرٍ بمعدّل 0.01 درجة مئوية في القرن. لكنّ انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاطات البشريّة خلال السنوات الـ45 الأخيرة رفعت هذا المعدّل إلى 1.7 درجة مئوية كلّ قرن، ممّا قزَّم معدّل القوى الطبيعية في الخلفية.
ومع أنّ القوى الهائلة لنظامنا الشمسي والعمليّات الجيولوجيّة لم تختفِ، فأثرها خلال هذا الوقت القصير لا يُذكر الآن بالمقارنة مع تأثير البشر.
تشمل الأدلّة على بدء عصر الأنثروبوسين ما يأتي:
رفعت البشريّة معدّل انقراض النباتات والحيوانات إلى معدّل أعلى من المتوسّط على المدى الطويل بكثير، وستشهد الأرض انقراضًا جماعيًّا سادسًا في القرون القليلة القادمة إذا ما استمرّت الممارسات الحاليّة.
ازدادت تراكيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمقدار 120 جزء بالمليون منذ الثورة الصناعية.
تركت اختبارات الأسلحة النوويّة التي أُجريت في خمسينيّات وستينيّات القرن الماضي آثار عناصر مشعّة في خطوط العرض المتوسّطة للأرض.
وضع البشر كمّيّة كبيرة من البلاستيك في المجاري المائية والمحيطات لدرجة أن الجسيمات البلاستيكية موجودة في كلّ مكان تقريبًا، ومن المرجّح أن يترك البلاستيك سجلّات أحفورية يمكن التعرّف إليها لتجدها الأجيال القادمة.
ضاعفنا كمّيّة النتروجين والفوسفور في الأتربة في القرن الماضي باستخدامنا المفرط للسماد.
تركنا علامة دائمة في الجليد تتمثّل بجسيمات دقيقة، كالكربون الأسود الناتج من حرق الوقود الأحفوري.
ما زال لدى البشريّة فرصةً لمنع حدوث تغيير كارثيّ في المناخ، لكنّ الوقت ينفد بسرعة، وقريباً؛ لن يعود باستطاعتنا فعل أيّ شيء لمنع العواقب الكارثيّة لأفعالنا.