السلام عليكم
قبل قليل .. شاهدت فيديو مؤلم، .. أنا لا أشاهد عادة المقاطع التي فيها مشاهد مؤلمة، ولكني شاهدت هذا
رجال من (الجيش الحر السوري) يمسكون بمجموعة من المواطنين (حوالي عشرة أشخاص) .. و ينهالون عليهم في بادئ الأمر بالضرب، ويلقوهم أرضا
يصرخ فيه أحد الأبرياء ويقول له (والله العظيم أنا سني من درعا) ويكررها مرة بعد مرة بعد مرة
وآخر يصرخ (و الله سنية) .. ويكررها مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة .. بصوت يملأه الهلع
ألقوهم على وجوهم ، ثم قال أحد المجرمين (إعدام) .. و صرخ آخر من المجرمين (نعم إعدام)
وبدء إطلاق النار على الأبرياء الذين القوهم أرضا على وجوههم .. إلى أن يقتلوهم جميعا، و تسكن أصواتهم
بعدها يصرخ أحد المجرمين (جبهة النصرة، خلو راسكم براس القاعدة يا كلاب)
أتسائل .. إذا سيطر مثل هؤلاء على العراق، ..فكم سيهلكون من السنة والشيعة على حد سواء ؟
هل سيرحمون أحدا ؟ هل يبقون على مخالف لهم ؟ ألن يقتلوا الرجال ويستحيوا النساء لتكون لهم جواري ؟
هل سينفع الندم حينها لأننا سمحنا لهؤلاء أن ينتصروا علينا ؟ ألن يكون الصراخ هلعا من الموت هو سلاحنا الوحيد وقتها ؟
سأتكلم بصراحة
لا أحد ينكر إن هنالك اختلافات في الـ "تفاصيل" بين السنة والشيعة ..و لكن أليس الأصل هو واحد ؟ هو إننا مسلمين ؟
كلانا ننطق بالشهادتين
كلانا نحرم دم المسلم
كلانا نحب آل البيت عليهم السلام
كلانا نصلي خمسا، ونصوم الشهر، و نحج البيت، ونؤمن بالتوحيد والنبوة و المعاد
كلانا نقدس القرآن ونؤمن بإنه من عند الله، أنزله على رسول رب العالمين محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
وأخيرا .. كلانا بشر، نجتمع على طاولة الإنسانية، وننطلق من فطرة واحدة، و نكره الظلم والقتل ونحب العدل والصلاح
أما القاعدة والتكفيريين .. فشهادتهم هي (أشهد أن لا إله إلا الله، و إن محمد كان رسول الله)، هكذا علمونا أوقات الطائفية في العراق أن نقول إذا امسكوا بنا في سيطراتهم الوهمية لكي ننجو من القتل، ولديهم الغاية تبرر الوسيلة، ولديهم النساء هن جواري ، ولا يحبون آل البيت و لا يعترفون بالصحابة و لا يجعلون لهم وزناً ولا يعرفون معنى الرحمة أو الإنسانية ومن يخالفهم يقتل بدون تردد او مراجعة، فإن كانو على خطأ فلقد عجلوا به إلى الجنة، و إن كان في النار فما الفائدة من بقائه (هكذا هم يبررون قتلهم)
إختلفنا في التفاصيل، التي حدثت بسبب النقل، لإن الرسالة المحمدية انطلقت قبل 14 قرن
ولكن الإسلام هو واحد، و الشريعة واحدة، و حتى التفاصيل في أصلها واحد، .. فقط بسبب الحكام الظالمين (حاشا الصالحين)، والعلماء المضلين (حاشا الهادين) ، والخطباء المفرقين (حاشا الموحدين) ... اختلفنا في التفاصيل
ننتظر المنتظر، المصلح .. الذي سينقذ البشرية من الظلمات، و يصحح الانحرافات التي حصلت ، و يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا، و الموجود في عقائد جميع المسلمين.
إلى ذلك الوقت، .. دعونا نتوحد، نحن الواعين المثقفين المسلمين .. دعونا نكون يد واحدة، لسان واحد، هدف واحد، التفاصيل ليست مهمة كثيرا .. التفاصيل هي القشور، ونحن متوحدين في الجوهر، فلنركز على هذه الحقيقة وننبذ كل ما هو غيرها، و كل يعبد الله بطريقته، وكل يقيم الشعائر التي يتصور إنها تقربه إلى الله وإلى التكامل، لا يؤثر أحد على أحد ، و لا جماعة على جماعة، ..وعندما يسألنا أحد عن الدين، نقول (إننا مسلمون) وعن البلد (نحن عراقيون) .. لا نقول شيعة، او سنة، و لا كوردي و لا عربي ، .. ولا فلاني أو فلاني
هكذا سنبقى أقوياء ... ولن يهزمنا أعداء الدين وأعداء الإنسانية، ولن يجد المفرقين المغرضين سبيلا إلى تفتيتنا وإضعافنا،
دعوا الحكومات تتقاتل، و الكتل البرلمانية تتعارك، والساسة يفعلون ما يريدون .فنحن . نحن الشعب سنبقى شعب واحد، نحب بعضنا بعضا، ونريد الخير لبعضنا البعض، بل ولغيرنا من إخواننا العرب الذين هم مثلنا، بل كل البشر
لن يفيد (الشيعي) بقاؤه لوحده في جبهة، و السني بقاؤه وحده في جبهة، والكوردي في جبهة ، و العربي في جبهة و المسيحي في جبهة ... سيجعلوننا نتقاتل فيما بيننا حتى نضعف، وبعدها يفعلون ما فعلوا في سوريا، فيتم الانقلاب على الحكومة (ايا كانت الحكومة) ويسيطرون على البلاد
دعونا نكون قدوة لبقية شعوب العالم، بثقافتنا، باخلاقنا، بوديتنا، بوحدتنا، بقوتنا، بتمسكنا بديننا، هكذا سنكسب احترام الجميع، وسنفرض سطوتنا على أعداء الإنسانية، وسنجعل الحكومة تفعل المستحيل لكي ترضينا وتحرص أن نعيش بكل كرامة ورفاه... هكذا صارت الدول الكبرى (كبرى).. انجمع تحت لواء واحد مئات الملايين من البشر، جمعهم فقط علم دولتهم، فأصبحت (دولا كبرى)، و صارت حكوماتهم كما يريدون، واحزابهم لا تتكلم باسم مجموعة، بل تتكلم باسم كل الشعب.
قوتنا في وحدتنا، واختلاف التفاصيل لن يكون مانعا أبدا من الوحدة .. و من يقول لك (انت تجامل على حساب مذهبك او قوميتك) . فقل له (تبا لك يا مفرق) أنا لا أجامل على حساب مذهبي، بل انا أحرص على وحدة شعبي.
سامر