زاولت ألف مهنة ومهنة
في زمن الشباب .
أسست جمهورية للعشق
لا تغرب عنها الشمس ،
فيها النخل ، والرمان ، والأعناب .
وكان عندي دولة كبرى
من الشفاه ، والعيون ، والأهداب ..
2
عملت خزافاً ..
ورساماً ..
ونحاتاً ..
وأستاذاً لفن الحب ..
حتى صار لي جيش من الأتباع والطلاب .
لكنني .. رغم اتساع سلطتي .
ورغم كل شهرتي .
ورغم مجد الأعين السوداء .. والخضراء ..
أشعر أني رجل يكتب فوق الماء ...
3
من نصف قرن .. وأنا
أطرز الشعر على قميص شهرزاد .
وأفرش السجاد في موكبها
وأزرع الأشجار .
وأحمل الشاي إلى سريرها
وأحمل الأزهار .
من نصف قرن ،وأنا
أحرض النهد على تاريخه ..
وأهدم الأسوار .
من نصف قرن ، وأنا أقنعها
أن تكسر السيف الذي ينام في جوارها
ولا تعود مرة أخرى إلى فراش شهريار !!..
4
سيدتي :
سيدة الكل التي يطلع من ضحكتها النهار .
من نصف قرن ، وأنا أقاوم التتار .
بالشعر ، أو بالنثر ،
أو بالحب ، أو باللون ،
أو بالغزل الجميل ، أو بالطين والفخار .
بدمعة تسيل من أصابع الغيتار .
فلا تشكي أبداً بقدرة القصيده
فربما ينتصر الشعر
على جحافل التتار ..
5
كتبت تاريخ الجميلات على جبيني
من يوم كانت أمنا حواء .
كتبت عن فاطمة .
كتبت عن عائشة .
كتبت عن راوية .
كتبت عن هدباء .
فعندما أدخل أي مجلس
يقال : ( هذا صان النساء ) ..
فيا لها من تهمة جميلة
أن يصبح الإنسان من عائلة الظباء ...
6
أيتها القصيدة المائيه .
يا زغب الحمام في دفاتري
يا وردتي الجوريه .
لا تشعري بعقدة الذنب معي
فإن كل امرأة أحبها
أمنحا الشرعية
7
غنيت للنساء ..
حتى صرت شيخاً
من شيوخ الطرق الصوفيه ..
وصار قلبي ملجأ
لطالبات العشق ، والحياة ، والحرية ..
8
هذي بلاد ليس فيها امرأة ..
هذي بلاد ما لها قضيه !!
9
عملت في النهار والليل
على خرائط الأنوثه ..
عملت في الصيف وفي الشتاء
دخلت في كل التفاصيل الصغيرات التي أجهلها ..
دخلت تحت قشرة الأشياء .
لم أنس ثغراً واحداً قبلته ..
لم أنس خصراً واحداً طوقته ..
لم أنس عطراً همجياً كنت قد شممته ..
لم أنس نهداً شاهراً سلاحه
دمرني عشقاً .. كا دمرته ..
10
أريد أن أهرب
من بحر الإشاعات الذي أغرقني .
أريد أن أهرب
من جميع ألقابي وأسمائي
فإني ضقت بالألقاب والأسماء ..
11
أريد يا سيدتي ، أن تعرفي
بأنني لم أصنع النساء في مختبري
لكني ..
أنا الذي خرجت من مختبر النساء ..