- أولم يخبرك النبض كيف يقتلني الوقت بغيابكِ؟
- ما الذي جرى؟
- لا أعلم، كلّ الذي أحسّ به أنني مع كل غياب يتوقف الوقت عند آخر كلمة سمعتها منكِ، ثم أدخل في غيبوبة الشوق حتى أراكِ مجدّداً.
- هل أنا مهمة بالنسبة لك إلى هذا الحد؟
- وماذا ترين أنتِ؟
- أنا لا أرى شيئاً غير الذي سبق وقلته لك.
أنت لي وطن أجوب أرجاءه بحرية ولا اشعر بالغربة حين أكون معك.. وما الذي تراه أنت؟
- لاشيء لاشيء غير أنني أراك كل شيء وكل الأشياء لايحصيها شي.
- وماعلاقة الحب بدوران الارض؟
- الحب بدوران الارض؟
- نعم.
- يبدو انك قد بدات بالتخريف.
- وما دليلكِ؟
- أسئلتك غير المنطقية.
- وما المنطق بوجهة نظرك؟
- الأشياء القريبة للواقع والبعيدة عن الخيال.
- لكن هنالك خيال أقرب للواقع، وقد يكون سلّماً للوصل اليه.
- لنغيّر مجرى الحديث إذن، فالخوض معك في تفاصيل الأشياء يدخلني دوامة التفكير ويشتتني غالبا.
- ثمة شيء عالقٌ بذاكرتك منذ الطفولة!
-أنتِ.
- وكيف ذلك ؟ فأنا لم اتعرف عليك الا منذ فترة ولم أرافق طفولتك.
- ومن قال لك هذا؟ أنا ولدت يوم أتيتِ عالمي، ولا أريد أن ابلغ الحولين كي لا ادخل سن الرشد والفطام.
- عطرك المفضل؟
- رائحة جسدك.
- هههه يبدو أنك تمزح، فلم أعتد أجوبةً كهذه، خيالية الشكل قريبة المعنى للمنطق.
- اماكن تحب الجلوس فيها مع من تحب؟
- حافة فنجان.
- لالالا... هذه لا يستوعبها العقل ولا المنطق ولا الخيال.
- بل هذه هي الأقرب للحقيقة، فحافة فنجان كفيلة باتساع شفتين لعناق أبدي كل صباح.
- تمتلك فلسفةً في الحب عميقةً لا استطيع وصفها ولا مقاومتها.
- وتمتلكين أدوات في الجمال، أكابر في إخفاء هزائم أجوبتي أمام نظرة منها.
- تصبح على محبة من تحب
- وتصبحين بين أحضان من يحبك..

#ذاكرة_نبض
#عبده_عزيز