تشير دراسة جديدة إلى أنه إذا كانت الأنفاق الزمكانية موجودة بالفعل، فإن تذبذبات النجوم الغريبة قد تفشي حقيقة وجود الثقوب الدودية. عُرفت الثقوب الدودية كإحدى المحاور الأساسية التي تناولها الخيال العلمي.
تضمنت عديد من القصص والكتب والأفلام شيئًا مشابهًا لتلك الثقوب، فقد كانت ترسل أبطالها بسرعة فائقة بين أماكن منفصلة شاسعة البعد عبر هذه الاختصارات الكونية.
الثقوب الدودية ممكنة الوجود فيزيائيًا وفقًا لنظرية النسبية العامة لآينشتاين، لكن لم يرصدها أحد مطلقًا.
تزودنا دراسة جديدة بطرق ممكنة لإجراء أول كشف تجريبي من خلال البحث عن الحركات الطفيفة الغريبة للنجوم.
قال عالم الفلك وأستاذ الفيزياء في جامعة بوفالو في نيويورك ديجان ستويكوفيتش (Dejan Stojkovic) وهو المؤلف المشارك في الدراسة في بيان له: «إذا كان لدينا نجمان يقعان على جانبي الثقوب الدودية، يجب أن يشعر النجم الذي في اتجاهنا بتأثير جاذبية النجم في الجانب الآخر؛ لأن الجاذبية سوف تتدفق عبر الثقب الدودي».
وفقًا لما قاله ستويكوفيتش: «يتطلب وجود الثقوب الدودية تشويهًا شديدًا في الزمكان الذي يعتمد على قوة الجاذبية الشديدة؛ لذلك المكان الأفضل لصيد هذه الأنفاق النظرية يكمن بالقرب من الثقوب السوداء عالية الكتلة الموجودة في نواة المجرات مثلِ ذاك الثقب الموجود في منطقة الرامي (أ*).
منطقة الرامي منطقة لامعة ومصدر رديوي قوي تقع في مركز مجرة درب التبانة، وهي جزء من منطقة أكبر تسمى الرامي (أ). ذاك الثقب الأسود فائق الكتلة تبلغ كتلته أربعة ملايين كتلة الشمس. فإذا قمت بتخطيط مدار متوقع لنجم في منطقة الرامي (أ*) ، فإنك سترى انحراف في المدار إن كان هناك ثقب دودي مع نجم آخر موجود في الجانب المواجه للثقب».
وأضاف: «تقنيات المراقبة الحالية ربما لا تكون حساسة بشكل كافٍ لعمل مثل ذاك الكشف حاليًا. ولكن من الممكن القيام بذلك في العقد القادم أو في العقود التالية مع أجهزة أكثر تقدمًا. والأمر نفسه أيضًا حاصل مع مراقبة النجوم على المدى الطويل مثل النجم S2 الذي يدور بالقرب من منطقة الرامي (أ*). ولكن إذا نجح الفلكيون بالفعل في إجراء مثل هذا الكشف، فمن المحتمل إلا يدل على وجود الثقوب الدودية».
قال ستويكوفيتش: «إذا وصلنا إلى الدقة المطلوبة في طرق رصدنا، واكتشفنا وجود اضطرابات في مدار النجم S2 قد نقول إن وجود الثقوب الدودية هو التفسير».
وأضاف قائلًا: «ولكن لا يمكننا الفصل في هذا، والقول أن سبب الاضطراب بالتأكيد ثقب دودي، فهناك العديد من التفسيرات الأخرى، شئ آخر يمكن أن يؤدي لاضطرابات في حركة هذا النجم موجود في جهتنا».
وهناك بعض الأخبار السيئة عن استكشاف الفضاء وفق أقوال ستويكوفيتش: «السفر عبر الثقوب الدودية على الأرجح سيظل حلم خيال علمي لوقتٍ طويل إن لم يكن للأبد».
وأضاف: «ولو كان هناك ثقب دودي يمكن عبوره، فمن المحتمل إلا يمر الناس والمركبات الفضائية من خلاله. في الواقع ستحتاج إلى مصدر للطاقة السلبية لكي تحافظ على الثقب الدودي مفتوح، ونحن لا نعلم كيف يمكن فعل هذا. لإنشاء ثقب دودي عملاق مستقر ستحتاج إلى بعض السحر».