وجه المعتصمون بميدان التحرير تحذيراً للرئيس محمد مرسى من المساس بالمسيرات السلمية التى انطلقت إلى قصر الاتحادية، وقال المتحدث عبر المنصة الرئيسية بالميدان نحمل الرئيس مسئولية عدم تعرض المسيرات لأى خطر للحفاظ على سلميتها مرددين هتاف ثوار أحرار هنكمل المشوار، كما نظم عدد من النوبيين وقفة بميدان التحرير، لإعلان رفضهم للدستور الجديد، ورفع عدد منهم لافتة مكتوب عليها "أين حقوق النوبيين فى الدستور الجديد؟"، وقام المعتصمون بالميدان بتأمينه من جهة عبد المنعم رياض وقاموا بإحضار عشرات من الأكياس الرملية وقاموا بصفها بعرض الشارع، وكذلك أسلاك شائكة ومتاريس خشبية عالية الارتفاع أشبه بالمقصات لمراقبة الطريق .
تتواصل المظاهرات المناهضة للإعلان الدستوري والدعوة للاستفتاء على الدستور بمحيط قصر الاتحادية بعد أن قطع متظاهرون حاجز الأسلاك الشائكة الذي أقامته قوات الأمن ، فيما تراجعت قوات الأمن وانسحبت من محيط المظاهرة وسط مناوشات محدودة ..
هذا وأكدت مصادر أمنية أن الرئيس محمد مرسي قد غادر قصر الاتحادية في موعده عقب انتهاء مقابلاته الرسمية ، مشيرة إلى أن عناصر الأمن امام قصر الاتحادية التزمت بضبط النفس مع تزايد عدد المتظاهرين . يأتي ذلك بينما أكدت وزارة المواصلات أنها لم تقطع الإنترنت في محيط القصر الرئاسي وقالت إن تعطل الخدمة جاء بسبب تزايد الضغط على الشبكة .
وأكد ضياء رشوان مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، لـ"اليوم السابع"، أن التصعيد من قبل القوى المدنية مستمر، وأن الاستفتاء على الدستور باطل من حيث المبدأ، ولن نشارك فيه، وأضاف: "أقول لرئيس الجمهورية أن مبارك سقط بعد أن أصر على تزوير انتخابات مجلس الشعب فى 2010، وعلى رئيس الجمهورية أن يختار بدقة لأنه حُر فيما يفعله".
وفى شبرا انطلقت مسيرة شعبية تضم آلاف من أهالى شبرا إلى ميدان التحرير ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإسقاط الإخوان المسلمين وإسقاط محمد مرسى رئيس الجمهورية، ومنها لافتة "طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا"، وقال جون طلعت المرشح السابق لمجلس الشعب عن دائرة الساحل لـ"اليوم السابع" أن الرئيس مرسى يسقط شرعيته لأنه لم يسمع لأصوات المعارضة المصرية واستولى على السلطة والقرارات، ولكن القوى المدنية ستستمر فى المعارضة والمسيرات الاحتجاجية والتصعيد حتى إسقاط الإعلان الدستورى والتأسيسية، مؤكداً أن ميدان التحرير هو رمز الشرعية المصرية وعندما أصبح مرسى رئيساً جاء لميدان التحرير ليحلف القسم الرئاسى لأنه رمزاً للثورة وإن لم يسقط الإعلان الدستورى والتأسيسية، سنستمر فى النضال حتى إسقاط النظام ، وهذا الدستور والإعلان لا يعبراً إلا عن أهله وعشيرته، كما وصلت مسيرة تضم الآلاف من المتظاهرين إلى محيط قصر الاتحادية قادمة من عين شمس مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم المرشد"، وتوقفوا أمام مقر لموقع "إخوان أون لاين" التابع لجماعة الإخوان المسلمين ورددوا هتافات "آه يا دقون معمولة للوش .. يابو دقن وجلابيه أنت بايع للقضية" .
ومن جانبها، أطلقت قوات الأمن المركزى بعض الطلقات النارية لمنع المتظاهرين أمام قصر الاتحادية من إزالة الأسلاك الشائكة الذى تم وضعه كحاجز أمنى أمام نادى هليوبوليس لمنع المتظاهرين من الوصول الدخول إلى محيط القصر، ورد المتظاهرون هتافات ردا على تلك الطلقات، قائلين "ارحل ارحل ارحل"، "يسقط يسقط حكم المرشد"، "مش هنمشى هو يمشى"، كما نشبت اشتباكات بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين بعد أن حاول المتظاهرين إزالة الأسلاك الشائكة وأطلق الأمن القنابل المسيلة للدموع ، سادت حالة من الكر والفر، وعلى جانب أخر وقعت عدد من حالات الاختناق من قبل المتظاهرين نظرا لإطلاق الأمن الغاز المسيل للدموع، فقامت مجموعات من المتظاهرين فى إقامة حاجز بشرى لمنع الاعتداء على عساكر الأمن المركزى الذين يقفون خلفهم، وبعد دقائق من إلقاء القنابل المسيلة للدموع انسحبت قوات الشرطة والأمن المركزى من أمام المتظاهرون الذين وصلوا لأبواب قصر الاتحادية، واحتضن المتظاهرون رجال الشرطة بعد تأكيدهم على عدم الاشتباك معهم.، فيما قسم المتظاهرون أنفسهم لمجموعات محاصرين أبواب قصر الاتحادية.
ونقلت سيارة الإسعاف أول حالة لها خلال "مليونية الإنذار الأخير "أمام قصر الاتحادية، لمواطن يدعى كريم معوض 35 سنة من الفيوم، وذلك بعد تعرضه للإصابة بجرح فى الرأس على يد مجهولون قاموا بقذفه بالحجارة، مما أدى إلى سقوطه على الأرض ونقلة إلى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديد لتقلى العلاج.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا أوضحت فيه أن أعداد المتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية تزايدت وتمكنوا من رفع الأسلاك الشائكة المحيطة بشارع الميرغني، وأكدت الداخلية أن القوات التزمت بأقصى قوات ضبط النفس وانتقلت للنسق الثانى لتأمين مداخل قصر الاتحادية من الخارج، وأوضحت الداخلية فى بيانها أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية قد غادر قصر الاتحادية فى موعده عقب انتهاؤه من عدة مقابلات رسمية، وناشدت الوزارة فى نهاية بيانها كافة القوى السياسية والمشاركين فى التظاهرات بالتحلى بالسلمية أثناء تعبيرهم عن موقفهم.
وأكد الدكتور سعد عمارة عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين، أن الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى، وعمرو موسى، يحرضون ويعملون على تسخين الشباب لاقتحام قصر الاتحادية وإثارة الاشتباكات أمام القصر، وحمل عضو مجلس شورى الجماعة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، هذه القيادات المسئولية الكاملة عن أى أحداث عنف قد تحدث هناك، مشيراً إلى أن هناك تسخين زائد فى الشارع دون جدوى، مضيفاً أن القيادات هى السبب فى كل ذلك.
و شاركت بالمسيرات أحدى عشرة صحيفة مصرية يومية حزبية ومستقلة احتجاجا على الإعلان الدستوري وعلى وضع الصحافة في مسودة الدستور الجديد ومن وهذه الصحف المصري اليوم والشروق واليوم السابع والوطن والوفد والتحرير والأهالي والفجر والصباح والأسبوع والأحرار.
وكان جمال فهمي وكيل أول نقابة الصحفيين قد أعلن أمس أن جميع الصحف الحزبية والمستقلة قررت الاحتجاب اليوم عدا الصحف القومية وأن الفضائيات ستنضم إلى الاحتجاب بتسويد شاشاتها يوم.
كشف قيادى إسلامى بارز، أن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عقد اجتماعاً مغلقاً مع عدد من قيادات البارزة بالتيار الإسلامى من الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وحزب النور ومجلس أمناء الثورة والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وأكد القيادى الذى يشارك فى الاجتماع، أنه تم الاتفاق على أن التيار الإسلامى لن يرد على التظاهرات التى تنظمها الأحزاب المدنية الرافضة للإعلان الدستورى ومسودة الدستور، موضحاً أن تم الاتفاق أن تنتظر التيارات الإسلامية الكبرى وهى جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وحزب النور ومجلس أمناء الثورة والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الموقف النهائى الذى ستسفر عنه المظاهرات.