من أهم الدويلات التى كانت لها دور قبل الإسلام دولة الأنباط التى ماتزال آثارها ماثلة فى المملكة الأردنية. ومن أهم هذه الآثار خزينة فرعون فى مدينة بطرا التى كانت عاصمة الدولة النبطية، وهى بناء شامخ منقور فى الصخر، وردى اللون، على واجهته نقوش و وكتابات بالخط النبطى. وبجانب خزنة فرعون مسرح منقور فى الصخر كذلك يشرف على سهل، و بقربه عشرات الكهوف بعضها طبيعى وبعضها الأخر محفور بالصخر مع واجهات مزخرفة.
و من الدويلات التى كانت لها شأن قبل الإسلام مملكة تدمر. وكانت مدينة تدمر تجارية مثل بطرا. وقد وقف المنقبون هلى آثار كثيرة بتدمر أهمها هيكلى الشمس او هيكل بعل، و هناك الرواق الأعظم، و المدافن ذات الأشكال الغريبة و التى يزيد عددها عن مائة مدفن، و هى متفرقة حول المدينة. و من شخصيات الدولة التدمرية المشهورة الملكة زنوبيا أو زينب التى عاصرت الرومان وحاربتهم و صمدت مدة فى وجه الرومان، ولكنها فى النهاية وقعت فى الأسر واقتديت إلى روما. وقد نسج الرواة أخبار كثيرة حول شخصية زينب حتى أختلط الواقع بالأسطورة.
الدولة المعينية:
أصل هذه الدولة من بابل، هاجر أصحابها إلى اليمن بعد ذهاب دولة حمورابى. وقد أختلف العلماء فى تقدير عمر الآثار التى عثروا عليها فى أطلال هذه الدولة، فذهب جماعة إلى أنها تبدأ بالقرن الرابع عشر قبل الميلاد، وقال آخرون أنها ترجع إلى القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد. وقد توصل الباحثون فى أنقاض الدولة المعينية إلى العثور على كثير من أسماء الملوك و الآلهة.
دولة سبأ :
يرجح أن يكون أصل الدولة السأبة من جالية الحبشة، نزل أباؤها بلاد اليمن قديما و أستوطنوها، و أتخذوا عادات البلاد و تقاليدها ولغتها و تمدنها. و يؤخذ من الكتابات التى وجدت على آثار سبأ إنها ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
دولة حمير :
بدأ تاريخ الدولة الحميرية سنة 115 ق.م، وذلك بأنتقال عاصمة السبأيين إلى ظفار. و الحميريون هم على الأرجع فرع من السبأيين، وحمير عن العرب هو ابن سبأ، وهو من ملوك الأذواء، وكبيرهم يسمى ذو ريدان.
عمائر اليمن :
أنشأ العرب باليمن كثيراً من المدن، انثر معظمها وبقى منها مأرب ومعين و براقش ونجران و ظفار و ناعط و صنعاء وغيرها. كما شادوا القصور و القلاع و الهياكل، ومن أهم هذه القصور، قصر عمدان فى صنعاء، وقصر ريده كان الوحيد الذى يحتوى على بئر ماء ويرجع تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد، وقد أصبح هذا القصر بعد الإسلام مقراً للعلويين.
وما من شك أن عمائر اليمن المدينة، كالسدود، تدل بوضوح على مدى تقدم العرب فى ذلك الماضى وتحضرهم. و من أعظم تلك السدود سد مأرب الذى كثر ذكره فى أخبار العرب و اشعارهم.