لا توجد أي مشكلة قطعاً مع تغيير النظام، بل أن تغيير النظام برأيي أصبح ضرورة ملحة في ظل هذا الانسداد السياسي
وفي ظل استشراء واستفحال الفساد والمحاصصة والمحسوبيات في جسد نظامنا "البرلماني" الحالي المريض.
ولهذا فإن الكثير من العراقيين - وأنا منهم - أصبحوا الآن مع تغيير النظام وقلبه رأساً على عقب والتحول مثلاً الى النظام "الرئاسي" الذي يتم فيه انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قبل الشعب، لكي يستخدم الشعب
إرادته الحرة بتحديد شخص الحاكم الذي يحكمه، ليتمكن لاحقاً من محاسبته شخصياً وتحميله المسؤولية المباشرة
في حال أخطأ أو قصر بواجبه بدلاً من ضياع مسؤولية هذا التردي والفساد في زحمة التيارات والأحزاب السياسية
التي يرمي كل منها كرة التقصير في حضن الآخر!!.
يكتسب طبعاً النظام الرئاسي فاعليته وقوته من منح صلاحيات تنفيذية للرئيس تشبه صلاحيات رئيس الوزراء حالياً
ومن وجود برلمان يمثل الشعب فعلاً، ومن اعتماد مبدأ "الأغلبية السياسية" في تشكيل الحكومة لتفعيل المعارضة البرلمانية.
أقول هذا الكلام عن "تغيير النظام" رداً على من يستخدم عبارة "إسقاط
" التي يتداولها بعض المتظاهرين بحسن نية بدون معرفة معناها وعواقبها الوخيمة
والتي يتداولها البعض الآخر بقصد سيئ مضمر يهدف إلى تهديم وتصفير الدولة ورميها في المجهول
ودفعها لهاوية الفوضى والاقتتال الأهلي وإغراقها في بحر من دماء الأبرياء.
هناك فرق كبير وشاسع بين "تغيير النظام" و"إسقاط النظام".
وهنا نتساءل: هل يعرف الداعون إلى "إسقاط النظام" ما هو معنى هذه العبارة التي يطالبون بتحقيقها؟.
إسقاط النظام يعني أن يكون العراق أسوأ من ليبيا والصومال.
إسقاط النظام يعني اختفاء أبسط مظهر من مظاهر الأمن والاستقرار.
إسقاط النظام يعني انهيار أصغر ركيزة من ركائز الاقتصاد.
إسقاط النظام يعني إدخال داعش للعراق من جديد وقيام البارزاني باحتلال كركوك مرة أخرى
الأمر الذي يعني تفكيك وتقسيم العراق.
إسقاط النظام يعني سيادة منطق الانتقام والثأر وانعدام السلم الاجتماعي.
إسقاط النظام يعني أن الذي يمتلك بندقية سيقتل ويسرق جاره الذي لا يمتلك بندقية!!.