شهدت معظم الثورات العربية ظهور ايقونات خلدتها الثورة فكانت رموزاً للتضحية والإيثار إذ ان جميع هذه الايقونات والرموز اتسمت بالبساطة ما يجعلها منبعثة من رحم معاناة الشعوب ومآسيهم.
إن تظاهرات او ثورة الشعب العراقي الأخيرة إذا صح التعبير, كان لها إِيقونتها ايضاً, والمتمثلة بالـــــ"تُكتُك" وسائقي التُكتُك اللذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى أبطال ومغامرين ومسعفين من نوعٍ خاص, يتحدون القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لإنقاذ المصابين والجرحى .
وكعادته الشعب العراقي لم يترك هكذا حدث يمر مرور الكرام دون ان يمارس هواياته في "التحشيش" والنكتة, كما شاهدناه من منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاع الطلب على سائقي التُكتُك من قبل الفتيات الراغبات بالزواج .
ونشرت إحدى الفتيات منشور حذرت فيه بنات الخليج العربي من المساس بسائقي التكتك قائلة "ما نريد نشوف بنات الخليج يكولن ابي راعي تكتك عراقي سواق التكتك محجوزين"
واليوم بعد وصول ممثلة الأُمم المتحدة إلى ساحة التحرير بادرت بأولى خطواتها بالركوب في التُكتُك الذي بدا العالم ينظر له كإِيقونة للثورة ورمزٌ للتحدي.
ليحفظ الله شبابنا ووطننا وينجينا من نار الفتن
بقلم : علي بشارة