شهدت تونس انتعاشة في قطاع السياحة خلال العام الجاري 2019، بعدما ارتفع عدد السائحين الوافدين إليها بنسبة 14.8%، منذ بداية العام وحتى الأيام العشرة الأولى من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي؛ ليصل عدد السائحين الوافدين إلى نحو 7.5 مليون سائح، مما وفر لخزينة الدولة ما يقارب 4.6 مليار دينار تونسي بما يعادل 1.64 مليار دولار أمريكي.
وبهذه الزيادة يكون القطاع السياحي في تونس حقق زيادة بما لا يقل عن 41.6% على مستوى العائدات المالية من النقد الأجنبي.
وبحسب بيان من وزارة السياحة التونسية، أكد روني الطرابلسي، وزير السياحة التونسي، أن السياحة الروسية سجلت أرقامًا غير مسبوقة بلغت ما لا يقل عن 750 ألف سائح خلال هذا الموسم، والبريطانية استعادت نسقها العادي، علاوة لعى الأسواق السياحية في بلدان المغرب العربي.
وعلى مستوى الأسواق الأكثر توافدًا على تونس، شهدت السوق البريطانية انتعاشة مهمة مقارنة بحالة المقاطعة التي عرفتها بعد مهاجمة عدد من السياح البريطانيين في فندق سياحي بمدينة سوسة وسط شرقي تونس، وقدرت الزيادة بنحو 91.8%.
كما سجلت السوق الليبية ارتفاعًا قدر بنسبة 32.5%، وشهدت السوق الفرنسية انتعاشة قدرت بنحو 15.4%.
وفي السياق ذاته شهدت السوق الجزائرية، والسوق الصينية زيادة بنسبة 8.4 في المائة.
ومن بين الأسواق السياحية التي باتت مهمة للغاية بالنسبة للسياحة التونسية، يؤكد الخبراء والناشطون في المجال السياحي، أن أسواق بلدان المغرب العربي -الجزائر وليبيا خصوصًا- استقبلت خلال الأشهر الماضية من السنة الحالية قرابة 3.5 مليون سائح.
وقدر عدد الليالي الفندقية بنحو 25 مليون ليلة، واستقبلت المنشآت السياحية بمنطقتي جربة وجرجيس جنوب شرقي تونس النصيب الأكبر من تلك الليالي، بنحو 6 ملايين ليلة فندقية.
وتنتظر تونس قدوم نوعية مختلفة من السياح خلال الأشهر المقبلة تتمثل في السياح المولعين بالعلاج بمياه البحر، والسياحة الصحراوية، والتي غالبًا ما تزدهر بداية من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل سنة، حيث يميل المناخ إلى الاعتدال مقارنة بالمناخ البارد في بلدان أوروبا المجاورة.
وتتوقع تونس استقبال عدد قياسي من السياح خلال هذا الموسم، وتنتظر الوصول إلى 9 ملايين سائح بنهاية السنة الحالية، وتؤكد قدرتها على جلب هذا العدد من السياح بعد انخفاض الوفود السياحية بشكل لافت للانتباه إثر هجمات استهدفت منشآت سياحية سنة 2015.