الانصاف والحقيقة
نصيحة من سني الى شيعي حول مايجري في العراق
تجربتنا مع السيستاني
قال(نريد انتخابات)، قلنا (صنيعة بريطانية) تتسلط على عقول البسطاء من الناس لتحركهم كما يشاء المحتل، تنبهنا بعد حين، ان غايته كانت الدولة المدنية التي يشارك فيها الجميع وينال حقوقه، لكن منعتنا الجاهلية والعصبية القبلية ان نعترف له بالحق.
قال (انفسنا)، قلنا عملية استدراج ظاهرها رحمة وباطنها السم الزعاف، تنبهنا بعد حين، عندما تخلى عنا ابناء جلدتنا وممن تسموا بقادتنا، بعمائمهم وسداراتهم وكوفياتهم وعقلهم وبدلاتهم السبورت، تركونا في الساحة لوحدنا، اطفالنا ونسائنا شبابنا اسرى وشيابنا يكابدون المرض والذل والجوع، اكتفى من ورطنها بالعويل والصراخ من قصور وفنادق وملاهي تركيا والاردن والامارات، انهم شيوخ عشائرنا وروحانيي مذهبنا وساستنا، تركوا ساحات العز يذروها الغبار، بعد ان استغفلونا بشعارات جاهزة قدمها لهم شيطان الشرق والغرب، وحده الذي وقف معنا.
شيعته ومطيعيه يقاتلون تنظيم الدولة للذود عن ارضنا، امواله خصصت لاستضافتنا في محافظات اتباعه هذه المحافظات التي اوغل قادتنا في شتمها ورجال ديننا في تكفيرها، قافلة تتبع الاخرى انطلقت من النجف وكربلاء والعمارة والبصرة، تتبع المهجرين والهاربين من جحيم الدولة وتنظيمها التي فتحنا لها ابواب بيوتنا، مواكب ومدن الزائرين التي كفرنا بها، اصبحت مأوى لنا.
نعم هذه الحقائق من الواقع وليس افتراء، هذا هو السيستاني الذي كرهناه يوما حد الكفر به، وشتمناها حتى استنفذنا قاموس الشتيمة.
\السيستاني رجل اعجمي حسب ما يحلوا لنا تسميته، لم ننتبه ان اسلافنا قالوا لنا ان الرسول الكريم قال(ماحن اعجمي على عربي)، لكن شاهدنا ان السيستاني حن علينا ودافع عنا، فأما السيستاني ليس بأعجمي او ان الحديث موضوع، او نحن لسنا بعرب، فحاشا للرسول الكريم ان يقول غير الحق.
مقالي مناسبته ما يجري في جنوبنا العزيز، نحن اصحاب تجربة استفزنا الاهمال الحكومي، دفعتنا ممارسات بعض منتسبي الاجهزة الامنية، سلمنا امورنا بيد ممن تصدوا للمطالبة بحقوقنا، كنا منتشين بوعودهم وكلامهم وشعارهم، بغداد اصبحت ترتجف وقريبا سينهار الحكم الصفوي فيها، سنعود الى السلطة والاصدقاء والحلفاء والاشقاء انهوا كل ترتيبات العودة، نحن نعيش الحلم وهم يخططون من تحت الستار، حيث جعلونا سواد اخفوا تحت شياطينهم، نحن نذهب الى بيوتنا لتتحول الساحات ليلا الى معسكرات تدريب وتخطيط، كل يوم تزداد اعداد من يبايعون الدولة الاسلامية على الولاء والطاعة لما لا وهم المنقذون!
حتى وصلنا الى ساعة الصفر التي حددت سلفا، لنصحوا على قتل واسر وتعذيب المخلصين فعلا لمطالبنا ونتحول الى اسرى ونسائنا الى سبايا، وكما اسلفت تركنا الجميع الا السيستاني الذي يشتمه بعضكم اليوم دون ان يعي الغاية ويعرف الابعاد، انهم يريدون تكرار التجربة معكم، العائق امامهم السيستاني الذي ساند مطالبكم الحقه وضرب اهدافهم الخبيثة، الحل هو تقويض موقع السيستاني بينكم، ليتمكنوا من السيطرة عليكم بشتى الوسائل والطرق.
احذروا ان يقال لكم ان تنظيم الدولة سني ولا يمكن ان يظهر في محافظاتكم، تنظيم الدولة اسرائيلي امريكي سعودي لا ينتمي لدين او مذهب او عقيدة، انتمائه الحقيقي للفوضى والقتل والسبي والاذلال.
نحن اصحاب تجربة، نحن ذقنا قبلكم المرارة، لا تسكتوا على حقوقكم ولكن لا تسلموا انفسكم للشيطان، دققوا من يشارككم الاحتجاج فردا فردا، والا يأهلنا مصيركم مجهول وقادمكم مرعب.
اقولها بملأ الفم وانا السني المتشدد يوما ما: حافظوا على السيستاني فهو ضمان امن العراق وبقائه حر وابي، الخدمات تأتي يوما، لكن قيمكم وانسانيتكم ان تسلط عليكم الاراذل تصبح حلم بعيد المنال.