البوح بالكلمات سهل بالنطق صعب بالفعل لما يحمل من معاني ،
فمنه مايقع كالرصاص ،بقلم حبر أو رصاص يمحى مع الدهر،ماكتب على تلك الورقة الصامته،
التي تقبلته بصد أبيض، ليحمل في طياته ماسطر، فيبقى أمانة في خزينتها الأمنه التي لايطلع عليها أو يرى مافي داخلها ،
إلا من كتبه بأنامل يديه ، كي يبقى خوفاً عليه من الفقد والنسيان مع الزمن .
فمنه مايشع القلب نوراً عند رؤيته للمكتوب بها ،وينشر رحيق الأمل ببقاءه ، ويبعث الإحساس
المرهف والشغف لما كان في الماضي ، ليخلق إبتسامة بريئة بين شفتيه في وجه من كتبه.
ويرسم من جديد طريقاً أخر بالتفاؤل للوصول الى ماأراد .
ومنها ما يرسم ليل موحش مليء بالظلام تعمه الوحدة والخوف وشعور بالضعف ،
فيضيق الصدر لرؤيته ، فيشعر بالإنكسار لرجوع أحداث تجربة حياته الماضية ،
التي عاش بها وأنتهت كقطرة المطر بأرض جافة ، فهذه حياة الإنسان تجعل منه مؤلف قصص قد تكون واقعية ،
أو من رسم خياله ، ويعجز هو أيضاً عن فهم ما دار بها من أحداث !
وهل واكب لو جزء بسيط منها بالرضا أو الغضب؟
فليس كل مايخط على تلك الورقة حقيقة ، وإنما يبقى مخبأ بها لايصل إليها إلا من كتبها،
قيبقى مطوياً في سجل دفتره الأمين كالزجاجة في جوف البحر .
فكثير من الأشياء لاتكون كما تبدو في الظاهر.