النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

ثورة المنهج وخلود الفكر

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 523 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,028 المواضيع: 866
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3679
    مزاجي: الحمد لله
    مقالات المدونة: 7

    ثورة المنهج وخلود الفكر

    في ثورته ، جسّد الإمام الحسين " عليه السلام " كل القيم الإلهية والإنسانية تجسيداً متماثلاً وبطريقة قلبت فداحة الحدث ، وليس غريبا ذاك عنه ، إذ تربى في أحضان النبوّة ونهل من نقاء سريرتها وبهاء معارفها وطيبة القلوب المترعة بالصفاء، فأصبح قلبه يشعّ رحمة ونقاء وصدقاً .. وان كنا نتذكر ثورة أطاحت بفكر ونهج الطواغيت ، فإننا نتوقف في مضامين تلك الثورة التي لم يسمها المؤرخون بالثورة الانقلابية على الطاغوت ، إنما أسموها بالثورة الفكرية والجهادية والإنسانية لأنها اتخذت من المعاناة الإنسانية والموت قتلا بأجساد مضرجة بالدم ، فكرا وطريقا للآخرين الذين لم يعوا حقيقة الجور من حاكم ظالم أو من آخر لا يعي حقيقة الإنسان وما يريده وما يستوجب عليه عمله . إنها خليط من الدفاع عن الذات الإنسانية النبيلة وانتفاضة ضد الأفكار الهزائمية وركلة ضد المحاولين إضعاف قوة الإيمان في المجتمع النبوي الممتد من أقصى الأرض إلى أقصاها . إن حركة الإمام الحسين في حقيقتها الظاهرية والجوهرية ، هي استباقة مؤكدة نحو إزالة القبح ومحاولات الاعوجاج التي ظل البعض من محبي الدنيا ومباهجها ، يصرون عليها . إضافة إلى بيان قوة البصيرة على مستوى الرؤية الإسلامية التي أراد أن يطلقها باتجاه قضايا الحرية والعدالة في المنهج الإسلامي القويم ، لهذا أراد الإمام الحسين أن يقول بان كل ظالم يحاول الإطاحة بالقيم والمحددات المعروفة ، ليس له إلا أن يتوقف عن غيه وليعرف الناس حقيقته ولو بعد زمن . في حين أراد الأمام الحسين جاهدا أن ينبه أهل الطاغوت إلى أنهم من أمة محمد" ص " ، الأمة التي صارت بمثابة أمثولة ونموذجا لحياة الكرامة والحرية دون باقي الأمم ، وأن هناك فساداً عاتياً قاده حكام الدنيا ، فساد الرأي وفساد الضلالة والكفر وأهل الاستباحات في الأمة ، وأنه حضر مع أهل بيته مطلقا العنان للقيم السمحاء بأن تسبقه على ظهور الحق ليصلح من شأنها ويعيد إليها كرامتها ومكانتها بين الأمم بعد أن كانت تتسيد الدنيا ، وأنّ عليهم أن يتبعوه لتحقيق هذا الهدف، هكذا طرح الإمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإفهام نحو إرساء روح المسامحة والإيمان والإخوة على أساس أنه يمثل الرقابة الاجتماعية التي يتحول فيها كل مسلم إلى حارس للقيم وللنهج الشرعي في حياة الناس مؤكداً فيه على مرجعية المسلمين إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وإلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقوله: أنّي لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي أريدُ أن آمر بالمعروف ، وانه عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ هذا، اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين .
    وهكذا حرص الأمام في ثورته على إرساء دولة الإسلام الحنيف وبمرجعية نبوية خالصة لإدامة النهج الذي ظلت بنوده مثار جدل بين المنددين والرافضين من جهة وبين الموالين والمؤيدين من جهة أخرى ذلك أن أية ثورة لابد لها من رافضين ومن مؤيدين فما بالك بالثورة الحسينية التي غيرت وجه التاريخ بعد أن تلونت الأرض بالدم وبالأذرع المقطعة وبقراب الماء الممزقة وبأجساد الطهر المبعثرة ؟
    فأصبح منار الثورة الحسينية هداية إلى كل من يحتاج إليها بل إلى كل إنسان في هذا العالم.. فالثورة صارت إنسانية القيم والمنهج وإنسانية البقاء ، إذ مثلت بقوة اندفاعها سلوكا محررا لقيود الذل وانتباهة ذكية إلى كسر الأطواق الملتفة حول الرقاب .. وظلت محاولات الأمام لنزع فتيل المقاتلة مستمرة حتى انطلاق أسهم الطغاة ورماحهم . فأعلن بنود منهجه على الذين يريدون قتله وكان يعظهم في ساحات القتال ومن قوله (عليه السلام):
    ( أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا بي حتى أعظكم بما يجب لكم عليّ، وحتى اعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فأن قبلتم عذري، وصدقتم قولي، وأنصفتموني، كنتم بذلك اسعد، ولم يكن لكـم عليّ سبيل ). بهذه الكلمات المختزلة والكبيرة ، كان الأمام يحاول أن لايجعلهم يتورطون في قتله فيؤجج ذلك الدنيا وتنقلب الموازين ويصير القاتل مهزوما والمقتول منتصرا خالدا أبدا ويتحول الدم المراق إلى رياض من الاطياب .. فهي ليست ثورة عابرة في حياة الأمم والشعوب ، بل هي شاخصا كبيرا لاسترجاع الخسارات وقيم الإنسان وإظهار كل حقوق الإنسان المهدورة على كل ارض وعلى كل تراب في هذا العالم .. ولننهل من الثورة الحسينية ، فكرها وجوهرها لنصوغ منها عطايا أدبية وثقافية في زمن ظلت ثقافتنا حبيسة لأربعة عقود في زنزانات الحكم الأسود ، حكم الثقافة الجائرة والخطاب التعبوي المسخ .. إنها ثورة الانقلاب على الفكر المتشدد والتكفيري والباطل في كل شيء وهي ثورة الإنسان المظلوم في كل ارض وزمان..


    منقول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ام غسان♡
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,211 المواضيع: 121
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 748
    مزاجي: سيء الى درجه التحطم
    المهنة: بكلوريوس أعلام
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: ايفون6
    آخر نشاط: 19/January/2024
    مقالات المدونة: 2
    بارك الله فيك
    وجزاك الخير
    موضوع في غاية الاهمية
    وموضوع جميل ومميز شكرا الك

  3. #3
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: الـعــراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 777 المواضيع: 42
    التقييم: 252
    آخر نشاط: 2/January/2018
    أخي الكريم أولا ياسيدي أشكرك الشكر الجزيل لحسن أختيارك مثل هكذا مواضيع
    أن لمضامين الرسالة الحسينية تحمل أسمى معاني العدل الأجتماعي فلا بد من تلك الثورة الخالده أن تصل إلى جميع أنحاء العالم لأن من حق كل إنسان مسلم في العالم أن تصل إليه مبادئ ومعارف النهضة الحسينية بلا شك لكونها نهضة ليست لفئة واحدة من المسلمين ولا حتى للمسلمين عامة لا إنما للبشرية جمعاء لأنها ثورة إنسانية قبل أن تكون إسلامية.
    احسنتم أخي غسان وبارك الله في اعمالكم وتقبلها الله باحسن القبـــول
    تحياااتي أختكم زينب التميمي

  4. #4
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب التميمي مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم أولا ياسيدي أشكرك الشكر الجزيل لحسن أختيارك مثل هكذا مواضيع
    أن لمضامين الرسالة الحسينية تحمل أسمى معاني العدل الأجتماعي فلا بد من تلك الثورة الخالده أن تصل إلى جميع أنحاء العالم لأن من حق كل إنسان مسلم في العالم أن تصل إليه مبادئ ومعارف النهضة الحسينية بلا شك لكونها نهضة ليست لفئة واحدة من المسلمين ولا حتى للمسلمين عامة لا إنما للبشرية جمعاء لأنها ثورة إنسانية قبل أن تكون إسلامية.
    احسنتم أخي غسان وبارك الله في اعمالكم وتقبلها الله باحسن القبـــول
    تحياااتي أختكم زينب التميمي
    نعم اختي العزيزة ان الثورة الحسينة هي ثورة المعاني السامية ضد الظلم والجهل ويجب ان تصل الى الانسانية كافة لان الثورة الحسينية ثورة انسانية نبيلة ولانستطيع ايصالها حتى نتمسك بالخلق الاسلامية المحمدية لان هذه الثورة لايفهمها الا من يمتلك الاخلاق وما قول الرسول محمد صلوات ربي عليه وعلى اله (أنما بعثت لأتمم مكارم ألاخلاق ) ألا شرح لمفاهيم الثورة الحسينية وتمهيت لها .
    واقصد من هذا الكلام اننا لانستطيع ايصال صوت الحسين عليه السلام الا ان نتحلا بمكارم الاخلاق ولن نتحلى بمكارم الاخلاق الا بأقامتنا للصلاة التي قال عنها ربي عز وجل ألصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
    كل الشكر لكي اختي العزيزة
    ورزقك الله شفاعة الحسين يوم الورود

  5. #5
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الوطن مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    وجزاك الخير
    موضوع في غاية الاهمية
    وموضوع جميل ومميز شكرا الك
    شكرا لك اخت حنين حظورك البهي
    جزاك ربي الف خير

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال