إلى الله



- ما أعجب أمرك يا إنسان تعصي ربك وأنت متنعم بنعمه عليك فأنت لا تتعدى أن تكون ذرة من مصنوعاته عز وجل لو تفكرت في نفسك فقط لأحصيت من نعمه ما لا تستطيع شكره عليها يكفيك أنك تستطيع المشي وغيرك مقعد يكفيك أنك تأكل وتشرب وغيرك مبتلى ويكفيك أنك تتنفس بقدرة الله وغيرك يعيش على الأجهزة.- من أراد النجاة الآن فالباب لا يزال مفتوح لم يغلق بعد، هل تذكرت وأنت تعصي ربك أنك سوف تسأل عن هذه المعصية عند الحساب؟- نحن الآن لا نستشعر ذلك فقلوبنا لاهية في ملذات الدنيا ولكن لنقف مع بعضنا وقفة صريحة. هل خطر في بالك ولو لدقيقة واحدة ماذا ستصنع عندما تساق إلى قبرك بدون إرادتك وتوضع فيه ويغلق عليك وأنت في قبرك المظلم ستسأل ماذا ستقول عندما تسأل من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ هل ستقول لا أعلم؟ أم ماذا؟- هل تعلم أن هناك من يؤنسك في قبرك المظلم ألا وهو عملك إن كان صالحاً فسيأتيك في أحلى وأبهى صورة وسيصبح قبرك روضة من رياض الجنة وأن كان سيئاً فإنه سيأتيك في أبشع صورة ويصبح قبرك حفرة من حفر النار قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه واله وسلَّم (إنما القبرُ رَوضةٌ من رِياضِ الجنةِ أو حُفرَةٌ من حُفَرِ النارِ).- كلنا لنا ذنوب ومعاصي ولكن خيرنا من تذكر عندما يذنب أن ربه يراه وهو يعصيه ويرى حاله فيسرع إلى التوبة إليه والوقوف بين يديه طلباً لرحمته ومغفرته.- فيا أمة محمد صلوات ربي عليه أما آن الأوان للتوبة لا تقول غداً أتوب أنت لا تضمن أن تستيقظ غداً فكيف تنام قرير العين وأنت عاصي لربك؟ أما تخاف أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر.- الإنسان ينبغي له أن يشدد على نفسه ولا يتبعها فتغرقه في المعاصي والشهوات. فالنفس تظل تشتهي وتشتهي إلى أن يأتي أجل الإنسان، فشتان بين من شدد على نفسه فنجى ومن شدته إليها فشقي. قال صلى الله عليه واله وسلم :(يا قومُ اطلبوا الجنةَ واهربوا من النارِ جهدَكم فإن الجنةَ لا ينامُ طالبُها والنارُ لا ينامُ هاربُها ألا وإن الآخرةَ محففةٌ اليومَ بالمكارهِ وإن الدنيا محففةٌ بالشهواتِ).- قال تعالى: {‏ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‏ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ‏ } سورة آل عمران.- فماذا تنتظر بعد ألست راغب في جنة ربك؟ ألا تتمنى لقاء ربك وهو راضاً عنك ؟ أم تلقاه وهو يحاسبك أشد الحساب.شتان بين من قابل ربه وهو راضي عنه وبين من كان غير راضي عنه.- قال تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } سورة القيامة آية (23) وقال أيضا: :{ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم } سورة الكهف آية (105) أما علمت ماذا أعد الله لكل منهما؟ أما سمعت عن النار وحال أهلها فيها؟ والجنة وحال أهلها فيها؟ أما سمعت عن الصراط؟ وكيف يكون حال كل منهما عليه؟- قال تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة التوبة (105)هذه دعوة من الله لكل إنسان بالعمل فبعضنا يعمل صالحا وبعضنا تجرفه الدنيا ويحيد عن الطريق الحق. فنظر ماذا صنعت في دنياك فزن أعمالك قبل أن يزنها الله في الميزان فاليوم تستطيع أن تعوض ما فاتك وغداً تكون تحت رحمة الله.