القضاء، وفقا للمنظور الاسلامى، يجب ان يعلن الحق بالحق .
والاعلان يعنى عدم السريه، لهذا كانت جلسات المحاكمه منذ بزوغ فجر الاسلام علنيه، وكان علي بن ابى طالب(ع) اول من جسد هذه العلنيه بشكل لم يسبق اليه سابق، حيث اتخذ ولاول مره فى تاريخ القضاء العربى الاسلامى دكه لمجلس قضائه عرفت باسم (دكه القضاء) فى مسجد الكوفه تحقيقا لتلك العلنيه عبر ذلك المكان المرتفع بحيث يمكن مشاهدته من قبل من كان حاضرا فى المسجد. وقد تطرق الى ذكر تلك الدكه العديد من الاعلام والمورخين، وذكروا انه فى ايام خلافته الميمونه كان يجلس على تلك الدكه للقضاء بين الناس والفصل فى خصوماتهم، وكانت اسطوانه قصيره موضوعه بقربها كتب عليها قوله تعالى: (ان اللّه يامر بالعدل والاحسان)، وقد سئل، رضوان اللّه تعالى عليه، عن هذا النص المجيد فقال: العدل الانصاف والاحسان التفضل((قضاء امير المؤمنين ص ٩٣))، وقد عفا عليها الزمن وازيلت((تاريخ الكوفة ص ٢١٢))، الامر الذى يدلنا على مدى ايلائه تلك العلنيه(علنيه المحاكمه، حاليا مبدا دستورى وقانونى اخذت به كافه الدول وطبقته فى المحاكم) من اهميه لدرجه حدت به الى اتخاذه مرتفعا للجلوس عليه عند الترافع كى يشاهده من فى المسجد من الناس عند انعقاد مجلس قضائه. وتدلنا الروايات، ايضا، ان تلك الدكه كان يجلس عليها الامام على(ع) لا للقضاء فقط بل احيانا للتداول مع اصحابه الذين هم من حوله يتذاكر معهم احوال الامه ويرشدهم الى السبيل الامثل فى التعامل وما فيه مصلحه المسلمين ومستلزمات وحدتهم وتازرهم