أبعدَ بُلوغي خمسَ عشرةَ ألعبُ!
وألهو بلذاتِ الحياة وأطربُ!
ولي نظرٌ عَالٍ، ونفسٌ أبيَّةٌ
مُقامًا على هامِ المَجرَّةِ تَطلبُ
وعندي آمالٌ أريدُ بلوغها
تضيعُ إذا لاعبتُ دهري وتذهبُ
ولي أُمَّة مَنكودَةُ الحظِّ لم تجد
سبيلا إلى العيش الذي تتطلبُ
قضيتُ عليها زهر عُمري تحسُّرًا
فما لذَّ لِي طعمٌ ولا ساغ مَشربُ
ولا راقَ لي نومٌ، وإن نِمتُ ساعةً
فإني على جمر الغضا أتقلبُ
وصِرتُ غريبًا بين أهلي ومَعشري
ومن كان ذا فكر كفكري يُغرِبُ
تحزَّبَ ضدي كلُّ أهوج ظالم
ولو علموا أني الفتى ما تحزبوا
فعزمي عَزمُ يُبدِلُ الماءَ جمرةً
وهل يُبردُ العزمَ القويَّ التحزُّبُ؟
وما ساءني في القومِ إلا عقولهم
وظنُّهُمُ أن المعالِيَ توهبُ!
"سيعرفني قومي إذا جدَّ جدُّهم"
كما عرفوني اليومَ إذ قمتُ أخطُبُ