علم تنظيم الشغل أو العوامل البشرية أو عوامل الإنسان «الإرجونوميكس» (Ergonomics & human factors) أو الهندسة الإنسانية هو علم يختص بدراسة التفاعل ما بينالإنسان وعناصر أخرى ويستخدم المعلومات والنظريات وطرق التصميم لتحسين حياة الإنسان والآداء العام.المختصون بالارجونوميكس تصميم الوظائف والمنتوجات والأنظمة والمهام لتتوافق مع أحتياجات ومهارات وحدود الآنسان.بتعريف آخر فإن الإرجونوميكس هو ذلك المبحث العلمي الذي يهتم بتصميم الأدوات والمعدات في بيئة العمل بحيث تتلاءم مع طبيعة الإنسان وحاجياته. وهي أحدي العلوم المتفرعة عن علم النفس الذي هو بمثابة الأم. Ergonomics هي كلمة تمت صياغتها في عام 1857 من قبل Wojciech Jastrzebowski من بولندا من أصل كلمتين يونانيتين هما ergon وتعني "عمل"،و nomos وتعني "قوانين". ". يقوم هذا العلم بدراسة العمل والتفكير والتسلية البشرية من خلال انعكاسها في سلوكه في الاستخدام الأمثلي للغرائز الأربعة وهي الحركة والإحساس والعقل والمشاعر.

كما يشار إلى مصطلح إيرغونومكس بالعوامل البشرية والتي تعرف على أنها "اكتشاف وتطبيق المعلومات حول السلوك والمقدرات والحدود والخصائص البشرية الأخرى في تصميمالأدوات والآلات والأنظمة والأعمال وبيئات العمل من أجل تأمين استخدام أكثر أماناً وراحة وفعالية.


تعريف الإرجونومية

هناك عدد من التعريفات لكلمة الارجونومية أو الإرجونوميكس Ergonomics وكل منها يتفق في الواقع مع مقتضيات استخدامه. فيعرف أحيانا بأنه "دراسة علمية للإنسان في بيئة عمله" والبيئة هنا تعني كل ما يحيط بالإنسان من ظروف (أصوات - ضوضاء - ضوء - حرارة - تهويه -.. الخ) وأدوات وآلات وأساليب عمل. كما يعرف أيضا بأنه "دراسة علميه لكفاءة العمل" أو بأنه "دراسة للعلاقة بين الإنسان وبيئة عمله بالاستناد إلى العوامل التشريحية والفسيولوجية والعوامل البشرية" ومن أهم تعريفات الإرجونوميكس الشائعة أنه "دراسة التفاعل بين الإنسان والعمل خاصة فيما يتعلق بتصميم الآلات والأدوات لتلائم الجسم البشرى ولتكفل أدائه لعمله بأقل جهد ولتوفر له أكبر قدر من الأمان والراحة في الاستخدام". ولكن هذا التعريف رغم حداثته فانه يعيبه في الواقع انعدام الإدراك المتكامل لدور الإرجونوميكس في أنحاء مختلفة للحياة. فان دراسة الطاقات والقدرات والاحتياجات لا تتم في معزل عما يدور حولها وإنما تدرس من خلال نظام متكامل يتضمن كل العوامل الإنسانية والبيئية بالإضافة إلى اعتبارات خاصة بالمنتج في آن واحد. وهذا هو ما أدركته رابطه الإرجونوميكس العالمية IEA فجعلت شعارا للمجلة التي تصدرها تلك الفقرة التي تتضمن واحد من أدق التعريفات للارجونوميكس وهو انه " دراسة علميه للعوامل البشرية في علاقتها ببيئة العمل وتصميم المنتجات والمعدات" ويعرف الإرجونوميكس كذلك بأنه كم متراكم من المعلومات عن القدرات البشرية وأوجه القصور فيها والصفات والخصائص البدنية الأخرى المتعلقة بالتصميم. أما ارجونومية التصميم Ergonomics design فهي تطبيق هذا الكم من المعلومات في تصميم الأدوات والماكينات والنظم والمهام وبيئات العمل للحصول على استخدام كفء آمن ومريح. إن آخر تعريف رسمى للارجونوميكس يمكن الاعتداد به عمليا وأكاديميا هو التعريف الذي قد أصدره المجلس التنفيذى لرابطة الإرجونوميكس العالمية يعرف الإرجونوميكس بأنه "نطاق من العلم يتعلق بفهم التفاعل بين البشر والمكونات الأخرى في نظام حياتهم وأنه هو المهنة التي تطبق النظريات العلمية والمبادئ والبيانات والأساليب المناسبة في تصميم ما يمكن ان يحقق للبشر حياة مريحة آمنة وأداء أفضل لمهام حياتهم الشخصية والعملية". لكن عددا من الجهات الأكاديمية والعلمية والمهنية تستخدم تعريفات أخرى كثيرة ومتنوعة تشير إلى تطبيقات معينة تهتم بها هذه الجهات .

نشأة الإرجونوميكس

كان العالم والفيلسوف البولندى ووجيك جاسترزيبوسكى Wojeich Jastrzebowski أول من عرف هذا المفهوم الذي اسماه علم العمل وهو أول من حاول اشتقاق الاسم من لفظين يونانيين هما Ergon بمعني عمل و Nomos بمعني قانون أو تنظيم.

ولكن ظل الأمر شبه مجهول حتى عام 1949 عندما بدء الناس يسمعون من يردد كلمة الإرجونوميكس Ergonomics لأول مرة، عندما استخدمها العالم الإنجليزي المعروف ميوريل Murrell الذي أكد على اشتقاق الاسم من اللفظين اليونانيين Ergon و Nomos مرة أخرى.ثم شاع استخدام اللفظ على نطاق محدود من قبل مجموعه من العلماء البريطانيين والأوروبيين المهتمين بكفاءة الاستخدام اليدوي للمعدات العسكرية فيما تلى انتهاء الحرب العالمية الثانية. ودخل الإرجونوميكس (هندسة العوامل البشرية) مجال تصميم المنتجات وأماكن العمل منذ نحو أكثر من 60 عاما. وتم الاعتراف به واستخدامه والاعتراف بقيمته دوليا كواحد من أهم مقومات إعداد طلاب التصميم وتوفير بيانات التصميم في بناء المنتجات والنظم الصناعية. بل وتعد البيانات الإرجونومية وقياسات الجسم البشرى من أهم أدوات المصممين في شتى بقاع العالم.


مجالات دراسة العوامل البشرية

تتوزع مجالات دراسة العوامل البشرية على العديد من الفروع منها


الطبيعة البشرية


  1. خصائص فيزيولوجية حيوية
  2. خصائص تشريحية
  3. تأثير العمل في مجموعات
  4. الفروقات بين الأفراد
  5. التغيرات النفسية
  6. العوامل المتعلقة بالعمل المؤدى




عرض المعلومات والاتصالات




  1. الاتصال البصري
  2. المراقبة ووسائل الاتصال الأخرى
  3. اختيار وسيلة الاتصال
  4. طبيعة التواصل بين الإنسان والآلة
  5. التغذية الاسترجاعية للنظام
  6. منع حدوث الأخطاء وإصلاحها
  7. تصميم الوثائق والإجراءات
  8. الخصائص القابلة التحكم من قبل المستخدم
  9. تصميم لغة التخاطب
  10. تصميم قاعدة البيانات وطريق استرجاع المعلومات
  11. مساعدة البرمجة واكتشاف أخطاء البرمجة وتعديل البرمجة
  12. تقيمم أداء البرامج
  13. تصميم البرامج، وصيانتها، ووثوقيتها
  14. تصميم شاشة العرض والتحكم
    1. أجهزة الإدخال والتحكم
    2. شاشات العرض المرئية
    3. أجهزة العرض السمعية
    4. أجهزة العرض للوسائط الأخرى
    5. خصائص العرض والتحكم بها

  15. تصميم أدوات العمل ومكان العمل
    1. تصميم مكان العمل والمباني
    2. تصميم منصة العمل
    3. تصميم الأدوات

  16. البيئة المحيطة
    1. الإضاءة
    2. الضجيج
    3. الاهتزازات
    4. حركة الجسم الكامل
    5. الطقس
    6. الجو
    7. الارتفاع، والعمق، والفراغ المتاح
    8. عوامل بيئية أخرى

  17. خصائص النظام
    1. مزايا النظام العامة
    2. تقيمم تصميم النظام العام
    3. عدد ساعات العمل
    4. التصرفات في العمل والرضا عن طبيعة العمل
    5. تصميم العمل
    6. نظام الأجور
    7. نظام اختيار العمال وفحصهم
    8. التدريب
    9. الإشراف
    10. استخدام الدعم
    11. التغير التقني وتغيرات طبيعة العمل

  18. الصحة والأمان
    1. الصحة العامة وأمان العمل
    2. علم أسباب المرض Etiology
    3. الإصابات والأمراض
    4. الوقاية

  19. التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للنظام
    1. الاتحادات التجارية
    2. التوظيف، وتأمين فرص العمل، ومشاركة الأعمال
    3. الإنتاجية
    4. عمل النساء
    5. تصميم هيكلية المؤسسة
    6. التعليم
    7. القانون
    8. الخصوصية
    9. الحياة العائلية والمنزلية
    10. جودة حياة العمل
    11. الالتزام السياسي والأخلاقي


تطبيقات العوامل البشرية

هناك العديد من تطبيقات العوامل البشرية في المجالات الصناعية والاجتماعية منها:


  1. أنظمة الطيران والفضاء: يتم تطبيق العوامل البشرية في تصميم وتطوير وتشغيل وصيانة أنظمة الملاحة في مجال الطيران والفضاء في المجالين المدني والعسكري.
  2. الشيخوخة: تكون مجالات العوامل البشرية ملائمة من أجل تغطية احتياجات الأشخاص المتقدمين في السن من أجل تأمين الكثير من التسهيلات لهم في الحياة اليومية.
  3. الإتصالات: تدرس جميع ما يتعلق بطرق اتصال الإنسان مع الإنسان متضمناً جميع تقنيات وسائط الاتصال المختلفة بما فيها اتصالات الوسائط المتعددة، وخدمات المعلومات، وتطبيقات شبكات الإتصال السريع، وتطبيقات هذه الاتصالات في مجالات التعليم، الطب، الأعمال، ورفع الإنتاجية وجودة الحياة للأفراد.
  4. أنظمة الحاسب: تتدخل العوامل البشرية في (1) أنظمة تفاعل الإنسان والحاسب خاصة في مجال تصميم واجهات التخاطب. (2) معالجة البيانات وتتضمن اختيار الأفراد وتدريبهم وإجراءات العمل. (3) تصميم البرامج الحاسوبية.
  5. المنتجات الاستهلاكية: تطوير منتجات تكون مفيدة وقابلة للاستخدام بشكل آمن ومرغوب به.
  6. المهن التعليمية:تدريب وتطوير المختصين في مجال العوامل البشرية في المؤسسات الصناعية والأكاديمية والحكومية. التركيز على منح شهادات في العوامل البشرية والتطوير المستمر للمهارات للراغبين في متابعة التدريب وتحصيل المعرفة في مجال العوامل البشرية.
  7. تصميم البيئات:تتدخل العوامل البشرية بشكل رئيسي في تصميم البيئات المختلفة معمارياً وداخلياً في البيت والعمل والمكتب من أجل تسهيل العمل وقضاء الوقت فيها.
  8. العوامل البشرية في الصناعة: يتم تطبيق العوامل البشرية في الصناعة من أجل تحسين الأمان في العمل، وتحسين الإنتاجية، ورفع جودة العمل.
  9. الأنظمة الطبية والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة: تعمل العوامل البشرية على رفع السوية الصحية وتحسين أنظمة العلاج والأجهزة الطبية وجودة الحياة اليومية خاصة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.
  10. تصميم الهيكلية للمؤسسات: تحسين الإنتاجية وجودة الحياة عن طريق دمج العوامل التقنية والفزيولوجية والثقافية مع عوامل الأفراد (الأداء، التقبل، الحاجات، والحدود) في تصميم الأعمال، ومنصات العمل، وما يتعلق بها من أمور إدارية وتنظيمية في مكان العمل.
  11. الفروقات الشخصية بين الأفراد: تأخذ العوامل البشرية بعين الاعتبار الفروقات بين الأفراد التي تؤثر على الإنتاجية بشكل عام.
  12. الأمان: تجري العديد من الأبحاث في مجالات تأثير العوامل البشرية على الأمان والحد من الإصابات في جميع مفاصل الحياة سواء في العمل أو المواصلات أو المكاتب أو أماكن الخدمات العامة أو أماكن التسلية أو المنزل.


دور العوامل البشرية في الوقاية من إصابات العمل
[لقد أدى إهمال تطبيق مبادئ العوامل البشرية في تصميم الأدوات وأماكن العمل إلى الكثير من الإصابات في الأجهزة الداعمة لأجسام العاملين بدءاً من الصدمات والجروح وانتهاءً بآلام أسفل الظهر الحادة LBD بتكاليف تتعدى 100 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية. على سبيل المثال فإن الآفات الرضية CTD تشكل اليوم حوالي 11% من كامل إصابات العمل في الولايات المتحدة، وقد سببت في توقف الكثير من الأفراد عن العمل بشكل مؤقت أو لفترات طويلة أو حتى بشكل دائم. إن ارتفاع معدلات إصابة العمل في العقود الماضية يعزى إلى الكثير من العوامل أهمها هو ارتفاع معدلات الإنتاج مما يجبر العمال على تأدية أعمال متكررة لآلاف المرات كل يوم، بالإضافة إلى انتشار لوحة المفاتيح للحواسيب، بالإضافة إلى زيادة وعي الأفراد لهذه الإصابات. يعمل معهد NIOSH بشكل رئيسي على زيادة التعريف بالأخطار الناتجة عن ممارسات معينة ويقدم بعض الحلول في تصميم بيئات العمل.