علاقة وطيدة بين المعتصم العباسي والشاعر أبي تمام جعلت حاشية المعتصم وجلسائه يغارون منه ويتربصون به الدوائر في محاولة منهم للإيقاع بينه وبين المعتصم .
وفي يوم من الأيام تقدم أبو تمام إلى مجلس المعتصم ليمدح ابنه أحمد وكان من بين الجلساء في المجلس الفيلسوف أبو اسحق الكندي فلما بلغ أبو تمام قوله :
إقدام عمرو في سماحة حاتم *** في حلم أحنف في ذكاء إياس
وقف له الكندي معترضا بقوله : الأمير فوق من وصفت ، وظن بذلك أنه قد أجهز على أبي تمام أو أحرجه أمام المعتصم على أقل تعديل .
أطرق أبو تمام هنيهة ثم واصل إنشاده قائلا :
لا تنـكروا ضربي لـه مَن دونـه *** مثـلا شرودا في النـدى والباس
فالله قـد ضرب الأقــل لنـوره *** مثـلا مـن المشكاة والنبـراس
فسكت الكندي ، وأعجب الحاضرون بذكاء أبي تمام وفطنته ولا سيما بعد أن عرفوا أن البيتين لم يكونا مكتوبين في القصيدة ، وأنه كان قد نظمهما في التوِّ واللحظة ردا على اعتراض الكندي ، فتخلص من الإحراج وأفحم خصمه