سكاي نيوز عربية - أبوظبي

واصل الجيش الأميركي، يوم الأحد، سحب قواته وإخلاء قواعده في سوريا، وسط مخاوف من تبعات الخطوة العسكرية في المنطقة التي تتعرض لغزو تركي منذ التاسع من أكتوبر الجاري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات الأميركية غادرت مطار صرين الذي كانت تتخذه بمثابة قاعدة عسكرية، على بعد ثلاثين كيلومترا جنوبي مدينة كوباني (عين العرب).
وبحسب ما نقلت فرانس برس، فإن أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية شوهدت وهي ترفع العلم الأميركي أثناء عبور مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.
ويأتي الانسحاب من قاعدة "صرين"، فيما أُنهيَ الانسحاب بشكل كامل بعض القواعد الأميركية التي ظلت تساهم حتى وقت قريب في الحرب ضد داعش، لكنها صارت تسقط اليوم في أيدي القوات الروسية والسورية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن صحفيا روسيا نشر مقطع فيديو لقاعدة عسكرية خالية في منبج، شمالي سوريا، وأظهر مخزون الطعام الذي كان يتناوله الجنود الأميركيون من قبيل حلوى "الدونت" وعبوات المشروبات الغازية.
واعتمدت القوات الأميركية على نحو عشر قواعد عسكرية متفاوتة من حيث التجهيز والقدرات العسكرية، لأن بعضها كان مزيجا من الجدران المضادة للانفجار والهياكل البسيطة أو الخيام التي تستطيع التأقلم مع كافة عوامل الطقس، وهذه النقاط موجودة بالأساس في الشمال الشرقي من سوريا.
أما في غرب سوريا، فتتمركز القواعد الأساسية التي تتولى الإشراف على نقاط عسكرية أصغر في مدن مثل منبج والرقة، وظل المئات من عناصر القوات الخاصة يشرفون على العمل في هذه المنطقة.
وتم الانسحاب الأميركي بشكل كامل من قاعدة "كوباني" في ريف حلب الشمالي، وهي منشأة تعرف بـ"خراب العاشق"، لكن التحالف الدولي قام بتدميرها عقب المغادرة، حتى يقطع الطريق على أي استخدام لها مستقبلا.
وفي المنحى نفسه، جرى إخلاء قاعدة "تل أبيض" في محافظة الرقة، على الحدود التركية السورية، خلال الأسبوع الجاري، إضافة إلى الانسحاب التام من قاعدتي "المبروكة"، غرب رأس العين (الحسكة)، وقاعدة عين عيسى (ريف الرقة).
في غضون ذلك، ما زالت قاعدة رميلان موجودة في شرق القامشلي، ولم يتم إخلاؤها بعد، وهذا الأمر ينطبق أيضا على قاعدة "تل بيدر" في المحافظة نفسها وقاعدة الشدادي في محافظة الحسكة.
وإذا كانت أغلب القواعد العسكرية الأميركية قد تركزت في الشمال السوري لأجل دعم المقاتلين الأكراد في معاركهم ضد تنظيم داعش، فإن قاعدة التنف الأميركية في محافظة حمص ما زالت نقطة عسكرية محورية، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي على الحدود العراقية السورية الأردنية.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن القوات الأميركية تنفذ انسحابها من قواعد الشمال السوري، في ظروف معقدة، سواء بسبب حاجة المنشآت العسكرية التي أقيمت إلى تفكيك، لأن من أقاموها كانوا يراهنون على بقاء طويل، أو لأن مغادرة المنطقة تحتاج عملية تأمين شديدة وسط وضع مضطرب.
وأثار الانسحاب الأميركي من سوريا انتقادات دولية واسعة، واعتبر مراقبون خطوة واشنطن جحودا بحق الفصائل الكردية التي لعبت دورا محويا في دحر تنظيم داعش الإرهابي الذي بث الرعب في مختلف أصقاع العالم.